أنت ما تخاف من المعصية في مقابل الشرك، لكنك تخاف المعصية بعتبار عظم من عصيت، لكن إذا قارنتها بالشرك هانت، لكنها بالنسبة إلى من عصيت أمرها عظيم، شرح حال المقربين، أنا أتمنى من كل واحد من الأخوان أن يرجع إلى هذا الكلام في طريق الهجرتين، شرح البرنامج خطة يسيرون عليها، ثم شرح حال الأبرار ومنهجهم الذي يسيرون عليه، ثم شرح أحوال طبقات الأخرى، يرجع إليها في هذا الكتاب النفيس، الجامع، النافع، الماتع، فهو من أنفس كتب ابن القيم -رحمه الله تعالى- وكل ما كتبه نفيس -رحمه الله-.
يقول المؤلف - رحمه الله تعالى - في قوله -جل وعلا-: {والسابقون السابقون}[سورة الواقعة: ١٠]، قال: والسابقون إلى الخير وهم الأنبياء مبتدأ السابقون تأكيد لتعظيم شأنهم، يعني تأكيد لفظي، {أولئك المقربون*في جنات النعيم}[سورة الواقعة: ١١ - ١٢] السابقون إلى الخير الممتثلين لقوله -جل وعلا-: {سابقوا، سارعوا} وتجد بعض الناس يسمع الإقامة وكأنه لا يسمع، وقد وجد من سلف هذه الأمة من يقول:"إن من لا يحضر إلى المسجد حتى يدعا إنه لرجل سوء"، ما يحضر حتى يدعا حي على الصلاة حي على الفلاح، وتجد من يسمع الإقامة وكأنه لا يسمع، فإذا سمعت الأمر الإلهي فبادر للتطبيق، وإذا سمعت النهي فبادر بالترك ممتثلا.