{سابقو، وسارعوا} لتكون ممن ينطبق عليه هذا الوصف، السابقون السابق من سبق غيره، سبق غيره، وإذا نظرنا إلى الأنبياء الذين خصهم المفسر بهذا الوصف، رأينا هم قد سبقوا غيرهم وهذا سبق مطلق، وهناك سبق نسبي، كسبق أبي بكر إلى الإسلام، وسبق خديجة، وسبق علي، سبق بلال، هؤلاء سابقون، وقد جاء وصف من صلى إلى القبلتين بالسابقين الأولين، على خلاف بين أهل العلم في المراد بالسابقين الأولين، فهم سابقون، وعلى قول المؤلف يخرجهم من السبق الذي وصفهم الله به في القرآن، السبق أمر نسبي فكل من سبق غيره إلى الخير وإلى ترك ما نهي عنه فهو سابق، فالسبق المطلق لا شك أنه للأنبياء، وهناك سبق نسبي، يتصف به من يسارع إلى الاستجابة للأنبياء، فهم سابقون وهناك الأولية المطلقة، والأولية النسبية وهذا معروف في لغة العرب ونصوص الشرع، يعني: حينما يقول في صلاة الكسوف: "صلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، صلاة الكسوف فقام قيام طويلا نحو من سورة البقرة، يعني نحوا من سورة البقرة، هذا طويل يعني: بقراءة النبي -عليه الصلاة والسلام-، نحتاج إلى ساعة أو أكثر، ثم ركع ركوعا طويلا، ثم قام رفع من الركوع فقام قيام طويلا دون القيام الأول"، الأول هنا أولية مطلقة وإلا نسبية؟ مطلقة؛ لأنه لم يتقدمه شيء، ثم ركع، ثم رفع، ثم سجد، سجدتين طويلتين قال في الركع الثاني دون الركوع الأول، في السجود الثاني دون السجود الأول، لكن في الركعة الثانية، قام إلى الركعة الثانية وقد تقدم قيامان، وركوعان، وسجودان، فقال:" قام قيام طويلا دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا دون الركوع الأول، ثم رفع فقام قيام طويلا دون القيام الأول"، الآن الأول ما المراد به؟ هل المراد به الأولية المطلقة، فتكون الثلاثة القيامات والثلاثة الركوعات، والثلاث السجدات متساوية، لأنها كلها تتصف بأنها دون الأولية أولية مطلقة، أو أن الصلاة متدرجة، القيام الأول أطول ثم الذي يليه، ثم الذي يليه، وهكذا الركوع والسجود؟