رب العالمين، لكن هل يتصور الله -سبحانه وتعالى- من تلقاء نفسه: إياك نعبد وإياك نستعين؟ يقول:"فما وجه قوله تعالى ذكره إذاً {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [(٥) سورة الفاتحة] وهو عز ذكره معبود لا عابد، أم ذلك من قيل جبريل أو محمد -صلى الله عليهما وسلم-، يقول: "فقد بطل أن يكون ذلك لله كلاماً، قيل: بل ذلك كله كلام الله جل ثناؤه، ولكنه جل ذكره حمد نفسه، وأثنى عليها بما هو له أهل، ثم علّم ذلك عباده، وفرض عليهم تلاوته، اختباراً منه لهم وابتلاءً فقال لهم: قولوا الحمد لله رب العالمين، وقولوا: إياك نعبد وإياك نستعين، فقوله: إياك نعبد مما علمهم -جل ذكره- أن يقولوه، ويدينوا له بمعناه، وذلك موصول بقوله: الحمد لله رب العالمين، وكأنه قال: قولوا هذا وهذا فأفضى كلام ابن جرير -رحمه الله- إلى أنه لا بد من التقدير كما في كلام المفسر عندنا.
طالب: وكلام ابن جرير يعني أوضح من كلام السيوطي على طوله ...
لا، لا، ما هو بطويل، سطر، ولا بالسيوطي بعد، المحلي.
طالب: قصدي المحلي، كلام ابن جرير الطويل ....
لا، "ويقدر في أولها قولوا؛ ليكون ما قبل إياك نعبد مناسباً له بكونها من مقول العباد" هذا كلام ابن حجر.
طالب: أقول: يا شيخ كلام ابن جرير أطول وأوضح.
لكن هذا واضح كلام السيوطي، وكلام ابن جرير معروف رزالته وزنته عند أهل العلم، التفسير كله بهذه الطريقة، ولذا استحق أن يسمى إمام المفسرين، كلام متين، ورصين، وغالبه منقول، إما من الأحاديث المرفوعة، أو من أقوال السلف من الصحابة والتابعين فمن بعدهم ممن له عناية بالتفسير، ويأتي بكلامٍ يوفق به بين النصوص ويوجه بكلام متين لا مثيل له عند غيره.
طالب: يا شيخ. . . . . . . . . نقل الآثار عن ابن كثير ....