تشرب منه، والآن المليارات تصرف على التحلية من أجل أن يشرب الناس، هذا الماء الملح يشربونه عذاباً زلالاً فتصور كل ما يزل وكل ما ينبع كله ملح، يعني: أليس وجود الماء العذب نعمة من أعظم النعم، {فلولا تشكرون} هلا تشكرون الله - جل وعلا- على هذه النعم، {أفريتم النار} النار التي تورون أي: تقدح الذنب تشتعل النار سواء كانت من الشجر لأن هناك أعواد إذا مس بعضها بعضاً إنقدح وهناك حجارة يقدح بعضها في بعض، تنقدح منها النار، {أفريتم النار التي تورون} أيضاً النار نعمة من نعم الله، نعمة من نعم الله تذكرك بنار الآخرة، وتحملك على العمل للدار الآخرة، {أفريتم النار التي تورون} تخرجون من الشجر الأخضر وهذا من الغرائب والعجائب، لأن الشجر الأخضر الخضرة هذه دليل على نشوف هذه الشجرة وخلوها من الماء أو على وجود الماء؟ على وجود الماء فكون النار تخرج من الماء هذا من آيات الله - جل وعلا- من آيات الله {أفريتم النار التي تورون} يعني: تخرجون وتوقدون من الشجر الأخضر سواء كان ذلك في بداية الإيقاد من ضرب بعض العيدان على بعض، أو من استمرار الإيقاد بجمع هذه الأشجار وهذه الأخشاب، من الشجر الأخضر {أأنتم أنشأتم شجرها} أأنتم أنشأت شجرها كالمرخ والعفار والكلخ، قالوا: الكلخ أن هذا شجر يخرج من المغرب توقد منه النار، وأما المرخ والعفار فهو يخرج بكثرة في بلاد العرب، {أم نحن المنشؤون} يعني: لهذه الشجرة! الله - جل وعلا- هو المنشأ وأنت تصور نفسك أن ما عندك نار، عندك رز عند حب لكن ما عندك نار، ماذا تستفيد؟ تستفيد شيء ما تستفيد، فهي أيضاً من نعم الله - جل وعلا- أو من النعم المترتبة على هذه النار لا تكاد تحصى ولو لم يكن منها إلا أنها تذكر بنار الآخرة لكفى، وقد اجتمع قوم على نار يصطلون يستدفؤن وبينهم صبي في أول التمييز في السادسة في السابعة من العمر، رأى هذه النار فبكى، الكبار ما بكوا، لأن لهم سنين من عشرين سنة والي له خمسين سنة يشبون ها النيران وتدفون، لكن هذا الصبي بكاء، قال ما الذي يبكيك قال: أخاف من جهنم، قالوا: أنت الآن صغير ما عليك تكليف، إلى الآن ما كتب عليك سيئات، قال: لا أنا أشوفكم تبدؤون بالصغار الحطب الصغار قبل