الكبار، هذا القلب الحي، وإلا فالأصل ما عليه تكليف هذا طفل، لكن كيف تذكر كيف اعتبر؟ هذا حث للكبار على مثل هذا التذكر، - والله المستعان-، {نحن جعلناها} يعني: هذه النار تذكرة لنار الآخرة، لنار جهنم وهذه من أعظم فوائدها، لو لم يكن فيها إلا هذه الفائدة كفى، لكن من منا من يتذكر هل من مدكر؟ القلوب تحتاج إلى تحريك تحتاج إلى إعادة نظر، تحتاج إلى مزاولة ما يشفيها من مرضها وما يحييها من موتها؛ {نحن جعلنها تذكرة ومتاعا} لنار جنهم ومتاعاً بلغة للمقوين للمسافرين من أقوى القوم إذا صاروا بالقوى بالقصر والمد أي: القصر وهو مفازة لا نبات فيها ولا ماء، للمقوين يعني: المسافرين، المسافر ما. . . . . . . . . للماء وإذا لم يجد مات، بينما المقيم إذا لم يجد وجد من يعينه من جار من قريب من بعيد يتسبب، لكن لما يكون مسافر في أرض قفر هو أحوج الناس إلى هذه النار، ومنهم من يقول: للمقوين للجائعين، كما يقال: بات فلان القوى، يعني: على جوع، وعلى كل حال هي متاع للجميع للمسافر والمقيم، للجائع وللشبعان، للغني وللفقير، للكبير والصغير، لكنها في حال السفر ضرورة، ضرورة يعني: إذا لم تجد ما توقد عليه على طعامك في بيتك وأنت مقيم ذهبت إلى الجيران عندكم كبريت، عندكم حطب، عندكم غاز، تنحل المشكلة، لكن المسافر في المفاوز الذي لا يجد من يعينه هو أشد الناس حاجة إلى هذه النار.
{فسبح} التسبيح هو التنزيه لله جل وعلا بسم قال: هذه زائدة والأصل فسبح ربك العظيم، يعني: نزه ربك العظيم الذي هو الله جل وعلا، فسبح نزه، {باسم} قال: زائدة ونقول: ليست بزائدة كما يسبح الرب جل وعلا وينزه عما لا يليق به كذلك ينزه ويسبح اسمه وينزه عما لا يليق به، أسماء الله الحسنى تنزه عما لا يليق بالله - جل وعلا-، فكلها حسنى وإذا لم ننزها أتينا على هذه الوصف وكونها حسنى أتينا عليها بالنقض ولله الحسنى {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ}[سورة الأعراف: ١٨٠]، الذين يلحدون هؤلاء هم الذين لا ينزهون الأسماء الحسنى، فعلينا أن ننزه ونسبح الأسماء الحسنى وتكون حينئذ اسم من أصل الكلمة، وأنه كما ينزه الرب جل وعلا تنزه أسمائه الحسنى وصفاته العلى عما لا يليق بجلاله وعظمته، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.