يقول: فسلام لك، أي: له {وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين} والمفسر يقول: {فسلام لك} يعني: له السلام، صاحب اليمين سلام لك، أي: له السلامة، السلامة لصاحب اليمين والظاهر من السياق أن صاحب اليمين يسلم على غيره، {فسلام لك من أصحاب اليمين} يعني: ظاهر السياق أن صاحب اليمين هذا يسلم على غيره، وعلى من يسلم المخاطب بقوله لك؟ كل من يصح أن يخاطب بمثل هذا الكلام وأول من خوطب به النبي -عليه الصلاة والسلام-، سلام لك يا محمد أدعوا لك بالسلامة وسلام لأتباعك لكل من يقرأ، لكل من يقرأ مخاطب بهذا الضمير، ضمير الخطاب، له السلامة من العذاب من أصحاب اليمين من جهة أنه منهم، يعني من أصحاب اليمين يعني لأنك أنت من أصحاب اليمين فأنت تسلم عليهم وهم يسلمون عليك.
{وأما إن كان من المكذبين الضالين} قال في أصحاب اليمين قال: {وأما إن كان من أصاحب اليمين} مقتضى التنظير أن يقال: وأما إن كان من أصحاب الشمال، هي التي تقابل اليمين، لكنه قال:{وأما إن كان من المكذبين الضالين} يعني التسوية بالوصف المؤثر، هم أصحاب الشمال وانتهينا أخذوا كتبهم بشمالهم بشمائلهم، لكن لماذا أخذوها بشمائلهم؟ هنا وصف مؤثر وهو التكذيب والظلال، لماذا استحقوا هذا العذاب؟ استحقوه لهذا الوصف المؤثر وهو التكذيب والضلال.
{فنزل من حميم} يعني جزائهم - نسأل الله السلامة والعافية-، نزل من حميم على ما تقدم {وتصلية جحيم} نار تتلظى عذاب أبدي سرمدي، {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ}[سورة النساء: ٥٦] هذا بالنسبة لصلي النار وأما بالنسبة للحميم فذكرناه بالأمس وهو الماء الحار الذي إذا أدناه الواحد من وجهه سقطت جلدت وجهه كما قال ذلك أهل العلم.