{وتصلية جحيم، إن هذا} يقول: من إضافة الموصوف إلى صفته، يعني كأنه قال: إن هذا لهو اليقين الحق، من إضافة الموصوف إلى صفته، الحق اليقين وإذا قلنا: بالعكس من ضابط الصفة إلى الموصوف، قلنا: اليقين الحق، وهناك ما يسمى بحق القين، وعلم اليقين، وعين اليقين، ثلاثة أشياء كلها تضاف إلى القين فعلم اليقين، يعني: العلم الضروري الواقع بواسطة الخبر، أي: جاءك مائة من الثقات وقالوا: أن العسل يباع في السوق، هذا علم اليقين، ألا تستطيع أن تترد في الخبر مع أنه جاءك هذا العدد الكبير ممن تثق بهم هذا علم اليقين، فإذا ذهبت إلى السوق ورأيت العسل يباع في الأسواق صار " عين القين" فإذ أخذت بملعقة وأدخلت أصبعك ولعقته صار " حق اليقين" وهذا أعلى الدرجات ولذا قال: {إن هذا لهو حق} يقول: من إضافة الموصف إلى صفته.
{فسبح باسم ربك العظيم} يعني: على ما تقدم في الآية التي بدأنا بها الدرس، {فسبح بسم ربك} يعني قال: سبح نزه واسم زائدة والعظيم الله -جل وعلا-، نعم وكون المفسر العظيم بالله -جل وعلا- دل على أنه وصف للمضاف إليه على ما تقدم، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
يقول: ما حكم ترتيل الأحاديث النبوية لأن هذا الأمر قد كثر في الآونة الأخيرة؟
أما بالنسبة لترتيل على ضوء القواعد والقوانين التي وضعت لترتيل كلام الله -جل وعلا- فلا يجوز تشبيه كلام المخلوق، وإن كان النبي -عليه الصلاة والسلام- بكلام الله -جل وعلا-، يعني قواعد التجويد لا يجوز أن تطبق على غير كلام الله -جل وعلا-، يرتل الحديث أو غير من كلام البشر كما يرتل القرآن لا، لكن قراءة الحديث من غير تطبيق لقواعد التجويد بأصوات حسنة هذا ما في إشكال، بل قد تكون أدعى إلى الإصغاء ومن ثم الانتباه والفهم.
هذا يقول: يذكر بعض المشتغلين بالإعجاز العلمي للقرآن بأن مواقع النجوم، النجوم هي أماكنها فهل ذلك وجهة؟
نعم، لما تقول موقع الشيء الفلاني تريد بذلك مكانه وإن أردت على ما ذكر المفسر وغيره من المفسرين أن المواقع مساقط النجوم فالمكان الذي يقع فيه هو الذي يسقط فيه.