لا المشكلة إيش؟ الصابئون، هذه التي تشكل عليهم، وهذه التي تحتاج إلى جواب؟ ليس البرُّ أن تولوا، أو ليس البرَّ؟ على كلٍ هذه أمرها سهل؛ لأن أنّ وما دخلت عليه في تأويل مصدر اسم ليس، هذا ما فيه إشكال، الإشكال في مثل قوله تعالى:{وَالصَّابِؤُونَ} [(٦٩) سورة المائدة] وهي معطوفة على اسم (إنّ) فتحتاج أن تقدر لـ (إنّ) خبر، لكي تكون الجملة قد تمّت، ثم تستأنف.
وجائز رفعك معطوفاً على ... معمول إنّ بعد أن تستكملا
هنا كلامهم كثير في كتب التفسير من أجل أن إضافة اسم الفاعل لفظية، وليست محضة معنوية، وحينئذٍ كيف يوصف المعرفة بما إضافته لفظية؟ لم يكتسب التعريف من الإضافة، فاضطروا أن يقولوا مثل هذا الكلام أن مالك يوم الدين يقصد به الاستمرار، كيف يقصد الاستمرار وهو مضاف إلى يوم الدين؟ هو في المعنى مستمر بلا شك؛ لأنه -سبحانه وتعالى- مالك ليوم الدين، وما قبل يوم الدين، فهو موصوف بـ (مالك) على الاستمرار، وصفه بالملك مستمر، وحينئذٍ ساغ وصف المعرفة به.
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [(٥) سورة الفاتحة] أي نخصك بالعبادة من توحيد وغيره ونطلب المعونة على العبادة وغيرها.