قال -رحمه الله تعالى-: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [(٥) سورة الفاتحة] أي نخصك بالعبادة من توحيد وغيره ونطلب المعونة على العبادة وغيرها.
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
في تفسير هذه الآية:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أشار الشارح إلى أن تقديم المعمول يفيد الاختصاص، ولذا قال: نخصك بالعبادة، وهذا مأخوذ من تقديم المعمول على عامله، والعبادة تشمل التوحيد، التوحيد العلمي والتوحيد العملي، والعبادات من زكاةٍ وصيام وحجٍ وغيرها وجهاد وغيرها مما يبتغى به وجه الله -سبحانه وتعالى-، نخصك بالعبادة، ونخصك أيضاً بطلب المعونة على هذه العبادة وغيرها، فالله -سبحانه وتعالى- هو المستعان على أمور الدنيا، وأمور الآخرة، وفي حاشية الجمل قال: لما ذكر الحقيقة بالحمد ووصفه بصفاتٍ عظام تميز بها عن سائر الذوات خوطب بإياك نعبد، فبداية السورة الحمد لله رب العالمين، ذكر المفسر سابقاً أنه لا بد من تقدير: قولوا: الحمد لله رب العالمين، لماذا؟ قولوا: الحمد لله رب العالمين؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم، ليناسب هذه الآية {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [(٥) سورة الفاتحة] ليكون ما جاء في السورة كلها من مقول الخلق بأمر الله -سبحانه وتعالى-، ثم يقول الجمل: "والمعنى يا من هذا شأنه نخصك بالعبادة والاستعانة ليكون أدل على الاختصاص والترقي من البرهان إلى العيان، والانتقال من الغيبة إلى الشهود، الحمد لله، هذا ذكر لغائب، وإن كان حاضراً مع حامده وذاكره بمعيته الخاصة والعامة، لكن الأسلوب أسلوب غيبة، الحمد لله، ولذا ما قيل: الحمد لك يا الله، الترقي من البرهان إلى العيان، والانتقال من الغيبة إلى الشهود، لكن لما قال: إياك نعبد، انتقل من أسلوب الغيبة إلى أسلوب الشهود، يقول: وكأن المعلوم صار عياناً، والمعقول مشاهداً، والغيبة حضوراً.