للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللحم إذا أخذ فى النضج، ليصلح (١) لغذاء الحبِّ، يسخن لامحالة قليلاً؛ وهذه السخونة تذيب مائيته وتسخنِّها، وتسخِّن أرضيته أيضاً، وتُسِيلها (٢) إلى حيث يتكوَّن الحمض فى أكثر السائل. ج (٣) . هو المائية، وذلك لأجل غِلظ الأرضية وعصيانها على (٤) الانفعال، فلذلك تكون المائية فى هذا الحمض أزيد من الأرضية.

وأما الحبُّ الذى فى ثمرة الأُترجِّ فإن طعمه إلى مرارةٍ، وفيه دهنيةٌ. فلا محالة، لابد وأن تكون كثيرة الأرضية، ليمكن تكوُّن الشجر منه. ولابد وأن تكون فيه رطوبةٌ كثيرةٌ فضلية، لِتكوِّن مادةً يتكوَّن (٥) عنها شخصٌ آخر. ولابد وأن تكون المائية الزائدة التى فى الحمض قد قلَّت، حين صارت غذاءً له، وذلك لما يتحلَّل منها بالنضج.

وأما ورق هذا النبات، فيجب أن تكون مائيته كثيرة (٦) النارية، ولذلك هو حريفُ الطعم، حادٌّ مع التفاهة والمائية. وأما زهر هذا النبات، فيجب أن يكون - مع مائيته - كثيرُ النارية، ولذلك هو حريف الطعم، إلى هوائيةٍ، لأنه من الأجزاء التى تتبخَّر (٧) من مادة الثمرة، وتبخرُّها إنما يكون بحرارةٍ تحدث لها فلذلك هو ألطف كثيراً من باقى أجزاء هذه الشجرة.


(١) :. يصلح.
(٢) ن: تسليها.
(٣) هكذا في المخطوطتين، وتقرأ فيهما حاء وقد أصلحناها، لن المرجَّح أن تكون إشارة إلى جالينوس.. وقد استخدم الأطباء - قبل العلاء - بقرون، حرف ال ج للإشارة إل جالينوس وحرف ال د للإشارة إلى ديسقوريدس.
(٤) :. عن.
(٥) :. لان يتكون.
(٦) :. كثير.
(٧) غير واضحة في المخطوطتين.