للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل السابع فى فِعلِهِ فى الأمرِاض التى لا اختِصَاصَ لها بعُضوٍ عُضو

قد علمتَ أن الآسَ فى نفسه قوىُّ (١) القَبْضِ جداً، ولذلك يحبس الإسهالَ ونَزْف دم الحيض، والرُّعَاف؛ وبالجملة: كُلَّ نَزْفٍ. ويحبس - أيضاً - العَرَقَ وذلك لأنه لشدة قَبْضه، يجمع أجزاء الجلد، فيسدُّ مَسَامَّه، حتى لا (٢) يتَّسع لخروج العَرَقِ.

وإذا (٣) تُدلِّك به فى الحمَّام، نشَّف الرطوبات القريبة من الجلد. وقد يُدلَّك به عند إرادة الخروج من الحمَّام، ليحبس العَرَقَ. وإنما يُختار هذا الوقت لذلك لأن (تفتيح) (٤) الجلد بعد الحمَّام يكثر جداً، فيكون تجمُّعه (٥) بقَبْضِ الآسِ سهلاً.

وقد علمتَ أن الآسَ فيه مع القَبْضِ حرارةٌ، وتفتيحٌ، وجلاءٌ، وتجفيف ونحو ذلك فى الأفعال التى تقدَّمنا بذكرها أولاً. وتفتيحه يتقدَّمُ على قَبْضِه، لأن تفتيحه هو بالجزء الحارِّ الذى فيه، والحارُّ أسرع فعلاً من الجزء البارد - وإن كان الجزءُ البارد أقوى وأشد - ولذلك كان الآسُ إذا وُضع على الرأس ونحوه من


(١) :. يقوى.
(٢) ن: إذا.
(٣) هـ: إذ.
(٤) -:.
(٥) :. بجمعه.