للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الرابع في فِعْلِه في أَعْضاءِ الصَّدْرِ

إنَّ ثمر الإجَّاص شديد التطئفة للهيب القلب (١) ، ولذلك هو شديدُ النفع لمن قلبه حارٌّ، ولذلك فإنَّ شرابه من أوفق الأشربة للمحمومين بالحمِّيات الحادة خاصةٌ الصفراوية. وشرابه لايكاد يضرُّ أصحاب السعال من المحمومين، إذا لم يكن سعالهم عن ذات الجنْبِ (٢) وذلك لأجل قِلَّة حموضته، مع أن حموضته لا لذع (٣) معها ولا قبض.

ولذلك، يُختار لأصحاب السعال من المحمومين، شراب الإجَّاص الكبار دون شراب القراسيا وذلك، لأجل القبض الذى فى شراب القراسيا. وأما


(١) التهاب القلب هو غلبةُ الحرارة والخفقان عليه. يقول الشيخ الرئيس: قوة النبض تدل على حرارة القلب.. والعرض من الحرارة يدل على شدة الالتهاب وضجر النفس، وربما أدى إلى آفة في النفس.. والأحوال التي تُحَسُّ في القلب، مثل التهاب يعرض فيه، ومثل خفقان يُحَسُّ منه، فإن بعضها يدلُّ بانفراده على مزاجه - مثل الإلتهاب - وبعضها لا يدل إلا بقرينة مثل الخفان (القانون في الطب ٢٦٣/٢)
(٢) ذات الجنب: داءٌ اشتُق اسمه من الجنبة وهي الغشاء المجِّلل للرئة. ويُعرف هذا الداء، أيضاً باسم البرسام وهو عبارة عن التهاب في هذا الغشاء المحيط بالرئة. ويُقال للمصاب به: مجنوب. وأهل اللغة يُسمُّون هذا الداء: الدُّبيلة (انظر: لسان العرب ٥٠٩/١ - معجم المصطلحات العلمية والفنية ص ١٣٢) .
(٣) :. لاذع.