للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثامن في حَالِهِ في التِّرْيَاقِيَّةِ

كل مقوٍّ للروح، فهو ترياقٌ (١) . لأن الروح إذا قويت، تمكَّنت من دفع السموم ونحوها. فلذلك، كُلُّ مقوٍّ للروح، فهو ممكِّنٌ لها من دفع السموم وذلك هو الترياق وكُلُّ عطرٍ، فإنه مقوٍّ للروح. فلذلك (٢) ، كُلُّ عطرٍ فهو ترياق! ويختلف ذلك بقوة العطرية وضعفها، فكلما كانت العطرية أكثر وأقوى كانت الترياقية أكثر. وإذا كان للعطر (٣) مزاجٌ يعدِّل الروح، أو يصلح مزاجها - ونحو ذلك - كانت تقويته للروح أكثر، فكانت ترياقيته أكثرُ وأشدُّ.

فلذلك، قشر الأُتْرُجِّ وورقه وزهره، وجميع ذلك، كثيرُ (٤) الترياقية. لأن هذه الأشياء، مع قوة عطريتها، فإنها تقوِّى الروح، بمزاجها الذى هو حارٌّ باعتدالٍ. فإنَّ هذا المزاج ملائمٌ لجوهر الروح، لأنه ملائمٌ مناسبٌ، لكيفية الهواء المعدِّل للروح.

وأما حَبُّ الأُتْرُجِّ فعِطريَّته أقلُّ، فلذلك ترياقيته أضعفُ من ترياقية القشر والزهر والورق. وأما حمض الأُتْرُجِّ فهو أقل ترياقيةٍ - أيضاً - لأنه أقل عطرية


(١) العبارة في هامش ن مسبوقة بكلمة: مطلب.. وهي قاعدة أساسية عند العلاء (ابن النفيس) يبنى عليها كثيراً من أحكامه في خواص المفردات.
(٢) :. فكذلك.
(٣) :. العطر.
(٤) ن: كثيراً.