للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل (١) الأول في مَاهِيَّةِ الأُرْزِ

إنَّ الأُرْزَ من جملة النبات الذى يُتَّخذ من حَبِّه خُبْزٌ، ويُطْبَخُ مع اللحم كثيراً. وكذلك مع اللبن. وإنما ينبت فى المواضع الكثيرة الشمس، الكثيرة الماء جداً وذلك لأن جرمه كثير التحلُّل،فإذا لم تكن المائية فيه كثيراً، جَفَّ بسرعة، لأجل سرعة تحلُّلها منه بسبب تخَلْخُل جِرْمه. وإنما يمكن ذلك، بأن يكون سقيه متواتراً.

وإنما يصل الماءُ إلى أعلاه، سريعاً؛ حتى يسدُّ بذلك بدل ما يتحلَّل منه من جوهر المائية، إذا كان انجذاب ذلك الماء إلى أعلاه بقوة. وإنما يكون ذلك، إذا كان فعل الشمس فيه قوياً. وإنما يمكن ذلك، إذا كان فى موضعٍ مكشوفٍ للشمس.

فلذلك، يقلُّ نباته بين الأشجار، وذلك لحاجته إلى قوة (٢) تأثير الشمس. ولذلك، هذا النبات، يكون (٣) فى البلاد الحارة الرطبة - كالهند - والأغوار الكثيرة المياه.

فلذلك، هذا النبات وإن كان يحتاج إلى كثرة السَّقْى، فهو يابسٌ، قليلُ المائية، كثيرُ الأرضية؛ وذلك لأجل انجذاب (٤) مائيته، لأجل تخَلْخُل جِرْمه.


(١) :. يشتمل على خمسة فصول (وهو سهوٌ، إذ المقالة تشتمل على ستة فصول) .
(٢) هـ: تاتيرْ.
(٣) :. يكن.
(٤) :. انجلاب! وصوابها (انجذاب) إذ هو يقصد بذلك: تبخُّر مائيته.