للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا نباتٌ هندى (١) ، يُجلب إلينا من اليمن، عَطِرُ الرائحة، شبيهٌ بالقرفة خشبُهُ خفيفٌ، فيه قَبْضٌ وحرارة يسيرة، فلذلك هو مجفِّفٌ، يابسٌ، يميل إلى الحرارة، ويدل على ذلك حرافتُهُ ورائحتُهُ، وتجفيفهُ، وغير ذلك. ولذلك، هو نافعٌ للقروح.

ولابدَّ وأن يكون منقِّياً، لأنه مجفَّفٌ بما فيه من اليبوسة والتحليل؛ وهو مع ذلك جالٍ (٢) ، فلذلك هو ينقِّى القروح الوسخة، ويدمِّل القروح النقية، ويمنع من انتشار القروح؛ كل ذلك لأجل تجفيفه الخالى من اللذع. ولأجل هذا التجفيف والتنقية والقبض، هو يشدُّ اللثة ويقوِّيها، ويُفنى الرطوبات المرخية (٣) لها ولأجل ذلك - ولأنه عَطِرٌ - هو يطيِّب النكهة. وأما نفعه من قروح الفم وقُلاَّعه (٤) ، ونحو ذلك؛ فالأمر (٥) فيه ظاهرٌ.

فلذلك، هو من الأدوية الشديدة النفع من أورام الفم وأوجاعه؛ وهو ينفع الأورام، حتى الحارَّة منها. وذلك لما فيه من القَبْض المانع من نفوذ الفضول فى


(١) جاء اسم هذا النبات في ن غير واضح، وقد يُقرأ: الاسال! وهو عند ابن سينا وابن البيطار: أرماك (القانون ٢٦٠/١ - الجامع ١٩/١) وهو ما اعتمدناه هنا، وعند داود الأنطاكي: أرمالك ٠ تذكرة أولى الألباب ٤٠/١) .
(٢) ن: جالي.
(٣) ن: الموجبة.
(٤) القلاع: قروحٌ تعرض في سطح الفم (ابن النفيس: شرح فصول أبقراط، ص ٢٥٢) .
(٥) ن: والأمر.