للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما قوة نَفْع هذا الدواء من الصَّرَع فلأنه يزيل المادة التى منها تتولَّد (١) الرياح المصرعة، ويحلِّل (٢) تلك الرياح. وإمالته (٣) لمادة هذه الدُّخَّانية، بما فيه من الاستفراغ، وبم (٤) هو مجفِّفٌ، فيجفِّفُ الرطوبات الفضلية التى فى الدماغ، فلا يبقى منها ما تتولَّ (٥) منه الرياح.

وخاصَّة (٦) هذا الدواء، تنقيةٌ الدماغ. وقد يُسعط (٧) بوزن درهم منه معجوناً بسعلٍ، فينقِّى الدماغ تنقيةً بالغة. وشرابه نافعٌ من تَزَعْزُعِ الدماغ

لأجل سقطةٍ أو ضربةٍ أو نحوهما، وذلك إذا استعمل هذا الدواء بالعسل.

وأما قوة نفعه من أمراض العصب، فلأنه يسخِّن الأعصاب بحرارته، ويزيل بَلَّتها المرخية لها بتجفيفه، ويقوِّى جِرْمها بما فيه من القبض. وشرابُه يفعل هذه الأفعال كلها، وهو أنفع فى أمراض العصب من جِرْم هذا الدواء، لأن جِرْمه يقلُّ نفوذه إلى الأعصاب، بخلاف شرابه، فإنه - لسيلانه - يسهل نفوذه إلى جميع العصب.

وأما أمراض الدماغ نفسه، فجِرْمُ هذا الدواء أوفق فيها، لأنه يبقى فى المعدة كثيراً، فيكثر ما يتَبخَّر منه إلى (الرأس بجلاء، وشرابه - بسيلانه (٨) - ينحدر من


(١) :. يتولد.
(٢) :. وتحلل.
(٣) :. وانالته.
(٤) :. وربما.
(٥) :. يتولد.
(٦) هـ: خاصية. والمقصود بقوله خاصة الإشارة إلى أهم أفعال هذا الدواء.
(٧) السعوط والنشوق والنشوغ، تناول الدواء بالأنف. والصعود، اسم الدواء الذى يُصَبُّ فى الأنف (لسان العرب ١٤٩/٢) .
(٨) هـ: فإنه بسيلانه.