للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا أُحرق الإسْفَنْجُ ازداد لا محالة جفافاً، وتقلُّ حرارته، لأنه يتحلَّل بالاحتراق لأن جوهره لطيفٌ. فلذلك، يصير رماده شديدُ التجفيف، قليلُ الحرارة. فإن غُسل بعد ذلك رمادُه، صار أقلَّ جفافاً ونقصت حرارته جداً حتى يصير بارداً. وإذا كان المحرق من الإسْفَنْجِ الذى لم يُغسل، شديدَ التجفيف فهو لامحالة قابضٌ بقوة تجفيفه؛ فلذلك هو يقطع نزف الدم من المواضع التى (يسهل) (١) منها، عند القطع والبَطِّ ونحو ذلك. ويُستعمل حينئذ بأن يُغمس الإسْفَنْجُ بالقُفْر (٢) المذاب، أو الزفت، ثم يوضع عنه وتُستعمل (٣) فيه النار فينقطع الدم بمُكْنة (٤) تجفيفه، ويبقى على الموضع ما (يحفظه) (٥) عن ملاقاة الأهوية وغيرها. والغرض بوضع الإسْفَنْجِ حينئذ فى القُفْر أو فى الزفت، هو أن يصير سهل الاشتعال؛ ولذلك (٦) ينبغى أن يكون وضعه حينئذ فى أحد هذين وهو شديدُ الجفاف مما (٧) يكون فيه من المائية وإن قَلَّت جداً، ليعاون (٨) لامحالة


(١) هكذا فى المخطوطتين، ولعل مراده: ين
(٢) غير واضحة فى المخطوطتين، ويبدو أن الناسخين لم يُدركا معناها فرسماها دون تدبُّر. والمراد: قُفر اليهود وهو كما يقول الملك المظفر: القفر اليهودى بعضه أجود من بعض. والجيد منه ما كان لونه شبيهاً بلون الفِرفير. برَّاقاً قوى الرائحة رزيناً. وأما الأسود الوسخ فردىء لأنه يُغشُّ بزفت. ومنه جنسٌ رطب، يتولَّد من ماء البحر، ومن غيره من المياه القائمة بمنزلة الزَّبَد، وما دام فوق الماء فهو رطبٌ سيَّال ثم إنه يجفُّ بعد ذلك، حى يصير أصلبُ من الزفت اليابس، وقوة القفر تجفِّف (المعتمد ص ٣٩٣) .
(٣) :. عن ويستعمل.
(٤) :. يمكنه.
(٥) :. يمكنه.
(٦) :. وكذلك.
(٧) :. أوما.
(٨) :. تعاون.