للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفضلية، فيعين الإسْفَنْجَ على التجفيف الذى لابد منه فى الإدمال. وقد يُدمل الإسْفَنْجُ وحده القروح، بدون العسل؛ وذلك إذا كانت تلك القروح فى أعضاءٍ رطبة ونحو ذلك، لأن هذه القروح ليست تفتقر فى إدمالها إلى تجفيفٍ شديد جداً، كما بيَّنَّا فى علاجنا الكلى (١) .

وإذا فُتلت من الجديد منه فتيلةٌ، وأُدخلت فى المقعدة؛ قطعت سيلان الدم من أفواه عروقها، وذلك إذا كان ذلك السيلان قد أفرط، وفُتحت هذه العروق وسَيَّلت الدم منها؛ إن كانت تلك العروق قد حدث لها السداد، الزائد على ما ينبغى فى العادة. وذلك لأن بعض الناس يكون له تماد (٢) بسيلان الدم من أفواه عروق مقعدته، فهذا إذا أفرط به السيلانُ، حبسته (٣) هذه الفتيلة بفرط تجفيفها القابض (٤) لأفواه تلك العروق. وإن أُحبس به هذا السيلانُ، بأزيد مما ينبغى حتى يتضرَّر (٥) بذلك؛ فتحت هذه الفتيلةُ أفواه هذه العروق، فيسيل منها ذلك الدم، ويندفع ضررُه. وذلك لأن هذه الفتيلة بفرط (٦) جلائها (٧) ، وقوة حدتها لهذا الدم بسبب قوة تجفيفها، تفتحا هذه العروق.

وإذا أُحرق الإسْفَنْجُ ولَعَقَ منه صاحبُ نفث الدم، ببعض الأشربة الحابسة


(١) الإشارة إلى الأجزاء الخاصة بالأصول الكلية للعلاج (وهى أجزاءٌ مفقودة من موسوعة الشامل، حتى الآن) .
(٢) :. تماده.
(٣) :. حبسه.
(٤) هـ: القايصل، ن: القابض يصل.
(٥) هـ: يصرد، ن: يضرر.
(٦) غير واضحة فى هـ، ن: يفرط.
(٧) :. جلاها.