فلذلك قد توضع هذه الآنية حينئذٍ على سطح حَمَّام أو اَتُونُ. ومع ذلك فإن المعمول فى الصيف أفضل، لأن حرارة الشمس فى الصيف، تُسَخِّن هذا الخلَّ من جميع جهاته، وتُسخِّن جِرْمَ الرصاص، فيسهل انفعاله عن بخار هذا الخل وتُحفظ على هذا البخار حرارته عند ملاقاته (١) الرصاص. ويلزم ذلك أن يكون فعل هذا البخار أشد وأقوى، ولا كذلك حرارة سطح الحمام ونحوه؛ فإنها إنما (٢) تُسَخِّن هذا الخلَّ من تحته فقط، ولا تُسخِّنه (٣) من جوانبه إلا بقدر تَسخُّن (٤) الهواء الذى يكون فى تلك الجوانب عن حرارة هذا السطح، ومع ذلك فإنها لا تسخِّن الرصاص فلذلك (٥) يكون انفعال الرصاص حينئذٍ أعسر، وفعل بخار الخل أضعف.
ثم إذا تركت هذه الآنية على الوجه الذى قلناه أياماً، وكشفت (٦) بعد ذلك هذه الآنية، فإن وُجد الرصاص قد ذاب (٧) وانتشر فى الخل، وإلا أُعيد الغطاء وصبرُ بعد ذلك مدة، إلى أن يتم ذوبان (٨) ذلك الرصاص وانتشاره فى الخل فلترفع البارية (٩) ويزُال من الخل (١٠) ، ما يكون خافياً (١١) واقِعاً (١٢) على قوامه