للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بهما، طردا الهوام. ولهما ثمرٌ منه ما يؤخذ عظمه مثل عظم البندق ومنه ما يوجد (١) على عظم الباقلاء. غير أنه كله مستديرٌ، طيبُ الرائحة، حلو، فيه شئ من مرارة. ويقال له أرتوشيس.

وهو يسخِّن إسخاناً يسيراً فائقاً. وهو جيدٌ للمعدة، فإذا شُرب كان صالحاً لأوجاع الصدر والسعال والنفخ والمغص، ويدرُّ البول ويوافق شدخ العضل وأوجاع الأرحام.

(٢) براننى ومن الناس مَنْ يسميه برانى وهو الأبهل. والأبهل صنفان، وذلك أن ما ورقه شبيهُ بورق السرو (٣) وهو أكثر شوكاً من غيره من الأبهل كريه الرائحة؛ وهذه الشجرة مستديرةٌ، تذهب فى العرض أكثر منها فى الطول، ومن الناس من يستعمل ورقها بدلاً من البخور.. ومنه ما ورقه شبيه بورق الطرفاء (٤) . وورق كُلاَّ من الصنفين، يمنع سعى القروح الخبيثة.

هذا كلامه، ولم يذكر بعد هذا، في الأبهل إلا ما عدَّده من المنافع. وإلى الآن، لم يظهر لي من كلامه، ما يدل دلالةً واضحةً على أن شجر هذا الثمر


(١) ن: يوجد.
(٢) وفي هامش هـ، كتب أحدهم بقلم مغربي: هكذا ينسختين، يسخنان ويلطفان ويدران البول.. الخ.
(٣) السرو شجرٌ معروف. يُضرب به المثل في استقامة القَدِّ، فشجرتُهُ حسنةُ الهيئة قويمة الساق. وهو أخضر صيفاً وشتاءً (المعتمد ص ٢٢٢) .
(٤) :. الطرفا. والطرفاءُ شجرةٌ معروفةٌ، تنبت عند مياهٍ قائمة، ولها ثمرٌ شبيه بالزهر. يقول الملك المظفر: وقد يكون بمصر والشام طرفاء بستاني، شبيه بالبرى في كل شىء، ما خلا الثمر، فإن ثمره يشبه العفص (المعتمد ص ٣٠٤) .