للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر ... » الحديث (١) (٢) (٣) (٤) .

٨- استخلافه عمر بعده:

لما علم أبو بكر رضي الله عنه أنه ليس في الأمة مثل عمر، وخاف أن لا يولوه إذا لم يستخلفه لشدته في الله فولاه هو كان ذلك هو المصلحة للأمة، فما فعله صديق الأمة هو اللائق به، فإن أبا بكر تبين له من كمال عمر وفضله واستحقاقه للأمر ما لم يحتج معه إلى الشورى، وظهر أثر ذلك الرأي الميمون على المسلمين؛ فإن كل عاقل منصف يعلم أن عثمان أو عليًا أو طلحة، أو الزبير، أو سعدًا، أو عبد الرحمن بن عوف لا يقوم مقام عمر، فكان تعيين عمر في الاستخلاف كتعيين أبي بكر في مبايعتهم له؛ ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه: أفرس الناس ثلاثة: بنت صاحب مدين حيث قال: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} (٥) وامرأة العزيز حيث قالت: {عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} (٦) وأبو بكر حيث استخلف عمر (٧) . ولما استخلف عمر كره خلافته طائفة حتى قال له طلحة: ماذا تقول لربك إذا وليت علينا فظًا غليظًا. فقال: أبالله


(١) البخاري ك ٩٣ ب٣٧ ك ٦٦ ب ٣، ٤.
(٢) منهاج جـ٣/١٦٣، جـ٤/٢١٤، ١٢٤.
(٣) البداية والنهاية جـ٦/ ٣٥٣.
(٤) وأخرج أبو يعلى عن علي رضي الله عنه قال: أعظم الناس أجرًا في المصاحف أبو بكر، إن أبا بكر كان أول من جمع القرآن بين اللوحين، وهو أول من سماه مصحفًا. (تأريخ الخلفاء) .
(٥) سورة القصص: ٢٦.
(٦) سورة يوسف: ٢١.
(٧) أخرجه الحاكم جـ٣/٩٠ وابن سعد.

<<  <   >  >>