للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والصحيح من الأحاديث لا يدل على أفضلية

علي، ولا عصمته، ولا أحقيته بالخلافة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -

[١- حديث الغدير:]

لفظ الحديث الذي في صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، قال: «قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيبًا بماء يدعى خما (١) بين مكة والمدينة. فقال: أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ربي، وإني تارك فيكم ثقلين (٢) أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي» (٣) هذا اللفظ يدل على أن الذي أمرنا بالتمسك به وجعل المستمسك به لا يضل هو كتاب الله. وهكذا جاء في غير هذا الحديث كما في صحيح مسلم عن جابر في حجة الوداع لما خطب يوم عرفة وقال: «وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله» (٤) .

وتذكر الأمة لهم يقتضي أن يذكروا ما تقدم الأمر به قبل ذلك: من إعطائهم حقوقهم، والامتناع عن ظلمهم. وهذا أمر قد تقدم بيانه قبل غدير خم.

فعلم أنه لم يكن في غدير خم أمر بشرع نزل إذ ذاك لا في حق علي ولا في حق غيره، لا بإمامة ولا بغيرها. وهذا الحديث مما انفرد به مسلم، ولم يروه البخاري.


(١) خم اسم لغيطة على ثلاثة أميال من الجحفة غدير مشهور يضاف إلى الغيطة فيقال: غدير خم.
(٢) سميا ثقلين لعظمهما وكبر شأنهما. وقيل لثقل العمل بهما.
(٣) مسلم (٢٤٠٨) .
(٤) مسلم (١٢١٨) .

<<  <   >  >>