للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فطلبه الراعي حتى استنقذها منه، فالتفت إليه الذئب فقال له: من لها يوم السبع يوم ليس لها راع غيري. فقال الناس: سبحان الله! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فإني أؤمن بذلك أنا وأبو بكر وعمر، وما هما ثم» (١) (٢) (٣) .

[هو أعلم الصحابة والأمة وأذكاهم]

كان رضي الله عنه يقضي ويفتي بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقره، ولم تكن هذه المرتبة لغيره ففي الصحيح أن أبا بكر قال يوم حنين: «لا ها الله إذًا لا يعمد إلى أسد من أسود الله ورسوله يقاتل عن الله عز وجل وعن رسوله فيعطيك سلبه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: صدق فأعطه إياه فأعطاه» الحديث (٤) . وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: كان أبو بكر أعلمنا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - (٥) .

وقد ذكر غير واحد مثل منصور بن عبد الجبار السمعاني (٦) وغيره إجماع أهل العلم على أن الصديق أعلم الأمة. وهذا بين؛ فإن الأمة لم


(١) رواه البخاري في فضائل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٤١ ب٤) .
ومسلم (٢٣٨٨) في فضائل الصحابة باب من فضائل أبي بكر وعمر.
(٢) قال ذلك لما اطلع عليه من غلبة صدق إيمانهما وقوة يقينهما (فتح الباري جـ ٧/٢٧) .
(٣) منهاج السنة جـ ٤/٤٤، ٢٥٣.
(٤) أخرجه مسلم ك٣٢ ح٤١ وفيه «وجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه. قال فقلت من يشهد لي، ثم جلست، ثم قال مثل ذلك، قال فقمت فقلت: من يشهد لي، ثم جلست، ثم قال ذلك الثالثة، فقمت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما لك يا أبا قتادة؟ فقصصت عليه القصة. فقال رجل من القوم صدق يا رسول الله سلب ذلك القتيل عندي فأرضه من حقه، وقال أبو بكر: كلا لا يعطيه أضيبع من قريش ويدع أسدًا من أسد الله» الحديث. ورواه البخاري ك ٥٧ ب١٨.
(٥) ويأتي في قصة بكاء أبي بكر لما ذكر النبي تخيير عبد بين زهرة الدنيا وبين ما عند الله.
(٦) المروزي أحد أئمة الشافعية في كتابه تقويم الأدلة.

<<  <   >  >>