للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عثمان، فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع، ثم جاء علي فأخذ بعراقيها فانتشطت وانتضح عليه منها شيء» (١) .

٧- وعن سعيد بن جهمان، عن سفينة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله الملك من يشاء، أو ملكه من يشاء» (٢) . قال سعيد: ثم قال لي سفينة: أمسك خلافة أبي بكر سنتين، وخلافة عمر عشر، وخلافة عثمان اثنتي عشرة، وخلافة علي ست سنين. قال سعيد: قلت لسفينة: إن هؤلاء يزعمون أن عليًا ليس بخليفة. فقال: كذبت إستاه بني الزرقاء -يعني: بني مروان- (٣) .

[الوجه الثاني: الأمر بطاعته وتفويض الأمر إليه]

١- في السنن عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر، وعمر» (٤) .

فأمره بالاقتداء بعده بأبي بكر وعمر دليل على خلافتهما بعده، ولهذا كان أحد قولي العلماء وهو إحدى الروايتين عن أحمد أن قولهما إذا اتفقا حجة لا يجوز العدول عنها. ولو كانا ظالمين لم يأمر بالاقتداء


(١) أخرجه أبو داود في باب الخلفاء جـ١/ ٥١٥.
(٢) أخرجه أبو داود في باب الخلفاء جـ١/ ٥١٥.
(٣) أخرجه أبو داود جـ٢/ ٥١٥ والإمام أحمد في المسند جـ٥/ ٢٢٠، ٢٢١ بزيادة قال سعيد قال لي سفينة ... قال ابن كثير رحمه الله: وهذا الحديث فيه رد صريح على الروافض المنكرين لخلافة الثلاثة، وعلى النواصب من بني أمية ومن تبعهم من أهل الشام في إنكار خلافة علي. اهـ ومعنى: «كذبت إستاه بني الزرقاء» الإستاة جمع إست، وهي العجيزة، وتطلق على حلقة الدبر، والمراد أنها كلمة كاذبة خرجت من أدبارهم كالظرطة فلا قيمة لها، والزرقاء امرأة من أمهات بني أمية.
(٤) أخرجه ابن ماجه جـ١/٩٧ والترمذي ٥/ ٣٧٤٤، والحاكم في المستدرك جـ٣/٧٥، وأحمد في المسند جـ٥/ ٣٨٥، ٣٩٩، ٤٠٢ وأبو داود في سننه.

<<  <   >  >>