للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، لا يبقى في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر» (١) .

والقائلون بالنص الجلي استدلوا على ذلك باتفاق الصحابة على تسميته خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٢) , قالوا: والخليفة إنما يقال لمن استخلفه غيره، واعقدوا بأن الفعيل بمعنى المفعول فدل ذلك على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استخلفه على أمته، وقالت طائفة: الخليفة يقال لمن استخلفه غيره ولمن خلف غيره فهي فعيل بمعنى فاعل. وهذان الوصفان لم يثبتا إلا لأبي بكر، فكان هو الخليفة.

قال الشيخ رحمه الله: وأهل السنة يقولون خلفه، وكان هو أحق بخلافته (٣) .

[دلالة القرآن على خلافة الصديق]

وهذه الوجوه الثلاثة الثابتة بالسنة (٤) دل عليها القرآن:

فالأول في قوله تعالى: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ} الآية (٥) ، وقوله: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ


(١) وتقدم. قال بعضهم: إنما استثنى باب أبي بكر لعلمه بأنه يصير خليفة يحتاج إلى ملازمة المسجد.
(٢) قال الحاكم في المستدرك: ذكر الروايات الصحيحة عن الصحابة رضي الله عنهم بإجماعهم في مخاطبتهم إياه بيا خليفة رسول الله وساقها ص٧٩، ٨٠.
أما حديث عمرو بن ميمون «وسدوا الأبواب كلها إلا باب علي» فإن هذا مما وضعه الشيعة على طريق المقابلة. (منهاج جـ٣/٨، ٩، وقد ذكره ابن الجوزي في الموضوعات) .
(٣) منهاج جـ١/١٨٣، ١٨٤. جـ٢/٢٢٣.
(٤) وهي الخبر من النبي - صلى الله عليه وسلم - بوقوعها على سبيل الحمد لها والرضا بها، وأنه أمر بطاعته وتفويض الأمر إليه، وإنه دل الأمة وأرشدهم إلى بيعه هذه الأوجه الثلاثة: الخبر، والأمر، والإرشاد.
(٥) سورة النور: ٥٥.

<<  <   >  >>