للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا القدر لم يحصل لأبي ذر (١) ولا غيره؛ لأنه لم يعلم ما أخبر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما علمه أبو بكر، ولا حصل له من التصديق المفصل ما حصل لأبي بكر، ولا حصل له من التصديق المفصل ما حصل لأبي بكر، فإن أبا بكر أعرف منه، وأعظم حبًا لله ورسوله منه، وأعظم نصرًا لله ولرسوله منه، وأعظم جهادًا بنفسه وماله منه، إلى غير ذلك من الصفات التي هي كمال الصديقية.

وأفضل الخلق بعد الأنبياء الصديقون (٢) ومن كان أكمل في ذلك فهو أفضل (٣) .

أبو بكر أسبق الصحابة إلى الخيرات

هو أول من أسلم

أول من آمن بالرسول باتفاق أهل الأرض أربعة: أول من آمن به من الرجال أبو بكر، ومن النساء خديجة، ومن الصبيان علي، ومن الموالي زيد بن حارثة. وفي صحيح البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: «كنت جالسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أما صاحبكم فقد غامر (٤)


(١) الذي جاء في الحديث المروي: «أما أظلت الخضراء وما أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر» (منهاج ٢/٢٢١) .
قلت: وهذا الحديث أخرجه الترمذي في مناقب أبي ذر برقم (٣٧٩٤) .
(٢) ولهذا قدمهم الله في القرآن على الشهداء والصالحين.
(٣) منهاج السنة (جـ٢/ ٢٢١، ٢٢٢) .
وذكر ابن تيمية رحمه الله (قاعدة في التفضيل) فقال: يجب أن يعلم أولاً أن التفضيل إذا ثبت للفاضل من الخصائص ما لا يوجد مثله للمفضول، فإذا استويا وانفرد أحدهما بخصائص كان أفضل. أما الأمور المشتركة فلا توجب تفضيله على غيره. (مجموع الفتاوى ٤/ ٤١٤) .
(٤) غامر: خاصم أي دخل في غمرة الخصومة.

<<  <   >  >>