جاء في البداية والنهاية لابن كثير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في اليوم الأول من المحرم سنة ١٤هـ ركب في الجيوش من المدينة فنزل على ماء يقال له صرار فعسكر به عازماً على غزو العراق بنفسه واستخلف على المدينة علي بن أبي طالب واستصحب معه عثمان بن عفان وسائر الصحابة ثم عقد مجلساً واستشار أصحابه فيما عزم عليه ونودي أن الصلاة جامعة وقد أرسل إلى علي فقدم من المدينة ثم استشارهم فكل وافقه على الذهاب إلى العراق إلا عبد الرحمن بن عوف فقال له إني أخشى إن كسرت أن تضعف المسلمون في سائر الأرض, وإني أرى أن تبعث رجلاً وترجع أنت إلى المدينة فأتى عمر رضي الله عنه الناس عند ذلك واستصوبوا رأي ابن عوف فقال عمر: من ترى أن نبعث إلى العراق؟ قال: قد وجدته قال: ومن هو قال الأسد في براثنه سعد بن مالك الزهري فاستجاد قوله وأرسل إلى سعد فأمره على العراق وأوصاه فقال: يا سعد لا يغرنك من الله أن قيل: خال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصاحبه, فإن الله لا يمحو السيء بالسيء، ولكن يمحو السيئ بالحسن وإن الله ليس بينه وبين أحد نسب إلا بطاعته, فالناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سواء, الله ربهم وهم عباده يتفاضلون بالعافية ويدركون ما عند الله بالطاعة, فانظر الأمر الذي رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم منذ بعث إلى أن فارقنا عليه فألزمه فإنه الأمر، هذه عظتي إياك إن تركتها ورغبت عنها حبط عملك وكنت من الخاسرين. (١)
(١) - البداية والنهاية لابن كثير ج٧ - ص (٣٥) وما بعدها.