للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[عوامل نجاح المجالس التشريعية]

إن من أهم عوامل نجاح المجالس التشريعية هو احترام أعضاء المجالس التشريعية لهذه المؤسسة والعمل على مد روابط الثقة فيما بين أعضاء هذه المؤسسة أولاً ثم ما بين الناس وممثليهم في هذه المجالس, وتطوير الثقافة المعرفية التي تمكن الأعضاء من فهم القواعد الأساسية لعمل هذه المجالس وتجعلهم على دراية وفهم بما يمارسونه ويسعون إلى تحقيقه طاعة لله وخدمة لأوطانهم ومجتمعاتهم حتى يشعر الجميع في هذه المؤسسة بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم, وأنهم يتقاسمون جميعاً المسؤولية ويتحملونها, وذلك ما يتطلب العمل على إيجاد قواسم يتم الألتقاء عليها ويتأكد الصلة بها في تعميق الروابط الثقافية ومد جسور الاخاء بين الاعضاء, والنظر إلى المصلحة العليا لجميع الأمة في مختلف أقطارها أساس للنجاح فليس ثم مصالح شخصية ولا عداوات تنشأ لأمور شخصية وإنما هي مصالح أمة, وقد قال بعض المثقفين من رجال الفكر والسياسة: لا تحرقوا الجسور في السياسة, إذ لا يوجد أعداء دائمون, كما لا يوجد أصدقاء دائمون, ففي الوقت الذي تكون فيه كارهاً أو حتى نافراً من بعض الزملاء تذكّر أن خصم اليوم قد يكون حليف الغد. (١)

ومعلوم أنه قد جاء سابقاً لهذه المقولة المشتملة على الحكمة ما ورد في الهدي النبوي (أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما, وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما) (٢) , وجاء في بعض كلام الشعراء:

فهون في حبٍ وبغضٍ فربما ... بدا صاحبٌ من جانبٍ بعد جانبِ

وقال الإمام علي رضي الله عنه:

وأحبب إذا أحببت حباً مقارباً ... فإنك لا تدري متى الخير نازع

وأبغض إذا أبغضت بغضاً مقارباً ... فإنك لا تدري متى الحب راجع (٣)


(١) - انظر المعهد الوطني الديمقراطي للشؤون الدولية (قراءات برلمانية مختارة) ص١٥.
(٢) - أخرجه الترمذي في سنده حديث (٢٠٦٥) , ورواه البخاري في الآدب المفرد, والبيهقي عن علي رضي الله عنه موقوفاً , وقال عنه الترمذي حديث صحيح.
(٣) - ديوان الامام علي رضي الله عنه ص٤٠.

<<  <   >  >>