وهذه الأحاديث تدل على وجوب توافر صفة الأمانة والعلم والنصيحة وإرشاد الأمة إلى مصالحهم, وهي مؤكدة ومبينة لما ورد في كتاب الله عز وجل وفي ذلك إشارة إلى صفات أهل الشورى التي ينبغي أن تتوافر فيهم, ويكفي المتتبع للهدي النبوي ما أوردنا من استشارته صلى الله عليه وآله وسلم حرباً وسلماً في المباحث السابقة فلا نعيده هنا, وسيتعرف من خلال ذلك على صفة مشيريه صلوات الله وسلامه عليه وأنه طبق الشورى التي جاء بها القرآن، وسيدرك الإنسان صفات أهل الشورى وأن الحق والخير كان في اتباع منهج الله، ولا ضير من الإشارة هنا إلى صفات أهل الشورى التي ذكرها بعض علماء الأمة لأن في ذلك مزيد إيضاح وبيان وفائدة لمن يحب الاستزادة والاقتداء.