للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مساعدة الخارجين على السلطة الشرعية بقصد الإخلال بأمنها وتشتيت قواتها وانشغالها بمشاكل داخلية.

- عدم الاكتراث بسلطة الدولة المركزية، وقلة الاحتمال للطاعة، لكون معظم الزعماء المحليين ينحدرون من أنساب عريقة عربية كانت أو قوطية (٩).

- سوء سيرة بعض الوزراء والقواد سبب آخر مضاف إلى قيام أعمال الشغب والتمرد ضد الدولة، خصوصاً إذا ما أصابت تلك السيرة أحد رجالات الأندلس من ذوي المكانة المرموقة لدى قومه (١٠).

وبدأت العمليات العسكرية حسب خطة مرسومة محدودة الأهداف ومحسوبة النتائج، قاد أولها الوزير عباس بن عبد العزيز القرشي الذي استطاع تطهير قلعة رباح في ربيع الثاني سنة ٣٠٠ هـ (١١) وفي جمادى الأولى من السنة نفسها كانت قوة من قوات الأمير قد استردت مدينة استجة من أتباع ابن حفصون بعد أن هدت تحصينات المدينة التي كانت تقوم عليها أصلاً استراتيجية كل متغلب ومتمرد فيها (١٢).

وكانت هاتان الحملتان وغيرهما إنذاراً فعلياً للمتمردين وإيذاناً بحملات عسكرية ستصيب كل الخارجين على السلطة، ومن ثم فهما تدخلان ضمن نطاق الاستطلاع العملي الذي من خلاله أمكن تحديد مناطق نفوذ المتمردين، وقياس قوتهم والوقوف على مراكز تجمعاتهم، لذا بدأ الأمير في شعبان من سنة ٣٠٠ هـ بقيادة القوات بنفسه محققاً بذلك هدفين:

الأول: رفع معنويات الجند.

الثاني: إثارة الفزع لدى قوات أعدائه.

واختار منطقة وعرة في كورة جيان حوت المئات من الحصون والمعاقل العاصية على الدولة وبدأت العمليات العسكرية بالاستيلاء على حصن مارتش (١٣)، وحصن المنتلون بعد قتال شديد اضطر على أثره سعيد بن هذيل إلى الاستسلام في رمضان بعد يأس من جدوى المقاومة (١٤)، وتوجهت القوات بعد ذلك إلى حصن شمنتان وزعيم


(٩) أعمال الأعلام: ٤١ - تحقيق ليفي بروفنسال.
(١٠) ينظر مثلاً: ابن القوطية: ٩٠، ابن عذاري: ٢/ ١٠٢.
(١١) ابن حيان، المقتبس؛ ٥/ ٥٤؛، نشرة شالميتا، مدريد، ١٩٧٩.
(١٢) ابن حيان: ٥/ ٥٥.
(١٣) ابن عذاري، البيان المغرب: ٢/ ١٦١.
(١٤) ابن حيان: ٥/ ٦٠.

<<  <   >  >>