يمثل كتابة التاريخ العربي في مساراته المختلفة، وجهات نظر متعددة، ومختلفة كلياً -لما لها من إرتباط وثيق بجملة من الشروط التاريخية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية- ولكن طريقة كتابة فتح العرب لإسبانيا، والتاريخ الأندلسي، يحتاج إلى عدد وفير من الباحثين العرب، ليقدموا دراسات مستنيرة وموضوعية في آن. بحيث امتد الوجود العربي في إسبانيا قرابة الثمانية قرون. ومن خلال هذا " الأرابيسك " الزمني، تبدلت سياسات وآفاق معرفية، وهاجرت عرقيات وإثنيات مختلفة، إلى أن وصل أخيراً تحت أقدام محاكم التفتيش الموغلة في الظلامية والتعصب الديني والمذهبي، وأصبحت تلاحق وتتعقب كل من يؤذي شعائر الإسلام بأية صورة، فكان من جراء ذلك أنه أظهر عدداً من المسلمين " المسيحية " وأبطنوا الإسلام، وأطلقوا على هؤلاء اسم المورسكيون LOS MORISCOS أي المسلمون الصغار.
وهذا الكتاب يمثل إضافة مهمّة في حقل الدراسات الأندلسية، والتاريخ الأندلسي لما له من أهمية في استنطاق النصوص العربية القديمة والحديثة على قلّتها، أو النصوص اللاتينية، وتداعياتها، وما تحمله من وجهة نظر محمّلة بعبء أيديولوجي يُدين الوجود العربي في إسبانيا.