للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اتخاذه هذا اللقب اعتباراً من يوم الخميس ثاني ذي الحجة سنة ٣١٦هـ/٩٢٩ م (٥٢) ونصها:

" بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فأنا أحق من استوفى حقه، وأجدر من استكمل خطه، ولبس من كرامة الله ما ألبسه، للذي فضلنا الله به، وأظهر أثرتنا فيه، ورفع سلطاننا إليه، ويسر على أيدينا إدراكه، وسهل بدولتنا مرامه وللذي أشاد في الآفاق من ذكرنا، وعلو أمرنا، وأعلن من رجاء العالمين بنا، وأعاد من انحرافهم إلينا واستبشارهم بدولتنا والحمد لله ولي النعمة والإنعام بما أنعم به، وأهل الفضل بما تفضل علينا فيه وقد رأينا أن تكون الدعوة لنا بأمير المؤمنين، وخروج الكتب عنا وورودها علينا بذلك، إذ كل مدعو بهذا الاسم غيرنا منتحل له، ودخيل فيه، ومتسم بما لا يستحقه، وعلمنا أن التمادي على ترك الواجب لنا من ذلك حق أضعناه، واسم ثابت أسقطناه " (٥٣).

وهكذا اتخذ الأمير عبد الرحمن سمة الخلافة، وتسمى بأمير المؤمنين الناصر لدين الله، وبدأت الدعوة لبني أمية بألقاب الخلافة في الأندلس والمغرب الأقصى (٥٤).


(٥٢) وهم ابن الأثير، وتابعه ابن خلدون عندما وضعا اتخاذ الناصر لسمة الخلافة سنة ٣٢٧هـ. ينظر؛ الكامل: ٨/ ٥٣٥، العبر: ٤/ ١٤٤.
(٥٣) ابن عذاري: ٢/ ١٩٨.
(٥٤) ابن حيان: ٥/ ٢٤١، وينظر؛ عنان: ٢/ ٤٣٠.

<<  <   >  >>