للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اسم طارق منذ ذلك اليوم، فأصبحت تسمى بجبل طارق (٢٦). وهناك خلاف بشأن الموعد الصحيح للحملة، فيذكر بعض المؤرخين السنة التي حدث فيها الفتح فقط، أي سنة ٩٢ هـ (تبدأ في تشرين الأول ٧١٠ م)، ويثبت آخرون اليوم والشهر الذي حدث فيه العبور، ومع هذا فإن الأغلبية تعتقد بأن نزول طارق على الشاطئ الاسباني حدث في رجب ٩٢هـ/ نيسان ٧١١ م (٢٧). وهذا وقت مناسب جداً لا سيما أنه يقع في موسم الربيع الذي يتميز باعتدال الجو. ولقد أقام طارق عدة أيام في الجبل الذي اتخذه قاعدة لعملياته العسكرية، التي ابتدأت بفتح الجزيرة الخضراء والمناطق المجاورة من أجل السيطرة على المضيق وحماية خطوطه الخلفية وتأمين اتصالاته بشمال أفريقيا. وفي الوقت نفسه أرسلت كتيبة قوية من الجند بقيادة القائد عبد الملك بن عامر المعافري لفتح حصن قرطاجنة، الذي يقع شمال غرب جبل طارق، ويدعى الآن باسم Torre de Cartagena (٢٨) . وبعد سقوط هذا الحصن، وقعت كل المناطق المحيطة بمضيق جبل طارق بيد المسلمين. وتولى عبد الملك المعافري مسؤولية حماية الجزيرة الخضراء، يساعده في ذلك جوليان، وبهذا أصبحت مؤخرة جيش طارق آمنة، وسهلت خطوط اتصاله بالشمال الأفريقي.

معركة كورة شذونة:

مضى على طارق نحو شهرين ونصف قبل أن تقع المعركة الفاصلة بينه وبين لذريق في كورة شذونة. وتذكر الروايات أنه هوجم في هذه الأثناء من قبل قائد قوطي يسمى تُدْمير Theodemir الذي لم يستطيع إعاقة تقدم جيش طارق، فأرسل إلى لذريق بطلب المساعدة الفورية (٢٩). واعتماداً على روايات أخرى، فإن لذريق كان قد أرسل قوات عديدة لإيقاف الجيش العربي الإسلامي، كانت إحداها بقيادة ابن أخ له يدعى بنج Banj


(٢٦) cf. Levi-Provençal, op. cit., vol. I. p. ١٨.
(٢٧) ابن حبيب، ص ٢٢٢؛ فتح الأندلس، ص ٨؛ ابن الأثير، ج ٤، ص ٥٦٢؛ ابن عذاري (برواية الرازي) ج ٢، ص ٦؛ المقري، ج ١، ص ٢٥.
(٢٨) ابن القوطية، ص ٨ - ٩؛ ابن عذاري، ج ٢، ص ٩، ٢٥٦؛ Cf. Saavedra, op. cit., p. ٦٥; P.
Madoz, Diccionario geografico-estadistico historico de Espana Y sus Posesiones de
Ultramar, Madrid, ١٨٤٨-٥٠, vol. XV, p. ٦٥.
(٢٩) ابن حبيب، ص ٢٢٢؛ المقري، ج ١، ص ٢٤؛ علي بن عبد الرحمن الهذيل، كتاب تحفة الأنفس وشعار سكان الأندلس، مخطوط المكتبة الوطنية بمدريد، رقم ٥٠٩٥، ص ١٣٢.

<<  <   >  >>