للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - بعد مملكة غرناطة عن متناول أيدي الممالك الإسبانية، فهي محصورة في الزاوية الجنوبية لشبه جزيرة الأندلس، كما أن موقعها هذا سهل عليها الاتصال بعدوة المغرب، طالبة العون منهم كلما اشتد عليها الضغط الإسباني، وكانت الدولة المرينية أكبر عون لهذه المملكة الأندلسية.

٢ - دربت مملكة غرناطة سكانها على حمل السلاح والتهيؤ باستمرار لملاقاة العدو (٣)، كما أضيفت إلى هذه القوة، قوة الوافدين إلى مملكة غرناطة، وهم المسلمون الفارون أمام هجمات الممالك الإسبانية، فبعد سقوط الحواضر الأندلسية بيد الإسبان لجأ الكثير من مقاتلة هذه المدن إلى مملكة غرناطة واعتبروها ملاذاً لهم أمام هذه المخاطر فأضافوا قوتهم إلى قوة سكان المملكة المحاربين.

٣ - لا ينكر دور عامل الجهاد في سبيل الله الذي التزم به سكان هذه المملكة، في صمود هذه المملكة لفترة طويلة أمام هجمات الإسبان، فعامل الجهاد هو الذي فتح الأندلس من قبل، وهو دوماً يحميها من الخطر الإسباني الزاحف (٤).

علاقة مملكة غرناطة مع الممالك الإسبانية:

أهم الممالك الإسبانية المعاصرة لمملكة غرناطة هي:

١ - مملكة قشتالة:

بعد خلع ألفونسو العاشر (العالم) سنة ٦٨١ هـ/١٢٨٢ م ورثه ابنه:

أ - شانجة الرابع الملقب بالباسل، وعقد هذا معاهدة سلام مع مملكة غرناطة (٦٨١ - ٦٩٥ هـ/١٢٨٢ - ١٢٩٥ م).

ب - فردلند الرابع (٦٩٥ - ٧١٢ هـ/١٢٩٥ - ١٣١٢ م).

ج - ألفونسو الحادي عشر وكان طفلاً وضع تحت الوصاية، (٧١٢ - ٧٥١ هـ/ ١٣١٢ - ١٣٥٠ م) وفي عهده حدث اللقاء الهائل بين المسلمين بقيادة شيخ الغزاة أبي سعيد عثمان بن أبي العلاء، وبين جند قشتالة وأعوانهم، فهزمت القوات الإسبانية وذلك في عام ٧١٨ هـ/١٣١٨ م. ولما بلغ ألفونسو الحادي عشر أشده قام بنشاط واسع في مهاجمة الأراضي الإسلامية، وكان منها وقعة طريف عام ٧٤١ هـ، وهو الذي حاصر جبل طارق


(٣) ابن الخطيب، اللمحة البدرية، ص ٤٠.
(٤) ينظر، الحجي، التاريخ الأندلسي، ص ٥١٩ - ٥٢٣.

<<  <   >  >>