للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأندلس، كما كان سابقاً.

٢ - أرسل الموريسكيون إستغاثتهم الأولى إلى السلطان بايزيد الثاني سلطان العثمانيين (١٤٨١ - ١٥١٢ م)، واتفق هذا السلطان مع السلطان المملوكي في مصر قايتباي (١٤٦٨ - ١٤٩٦) على إرسال أسطول بحري لنجدتهم عن طريق صقلية (٥٤). إلا أن ظروف السلطانين السيئة حالت دون إرسال مثل هذا الأسطول، فاكتفى السلطان بايزيد بإرسال كتاب إلى الملكين الكاثوليكيين، بعد ثورة البيازين عام ١٤٩٩ م، لم يكن له أي أثر يذكر. ومع ذلك استنجد به الموريسكيون مرة أخرى، فكانت استغاثتهم على شكل قصيدة مؤثرة مطلعها (٥٥):

سلام كريم دائم متجدد ... أخص به مولاي خير خليفة

ويبدو أن تاريخ هذه الاستغاثة كان بعد عام ١٥٠١ م، ولم يحرك السلطان العثماني ساكناً، وذهبت الاستغاثة الموريسكية في مهب الريح.

٣ - أرسل الموريسكيون استغاثتهم إلى الملك الأشرف قانصوه الغوري (١٥٠١ - ١٥١٦ م) سلطان دولة المماليك البرجية في مصر، وأوضحوا له ما وصلت إليه حالهم من إكراه على الارتداد، وانتهاك للحرمات. ودعوه ليتوسط لدى الملكين لكي يحترما معاهدات الاستسلام، ويوقفا الأعمال البربرية ضدهم. فأرسل سلطان مصر وفداً لملكي إسبانيا، بأنه سيجبر المسيحيين المقيمين في بلاده على الدخول في الإسلام بالقوة، إذا لم يحترم الملكان الإتفاقيات المعقودة بينهم وبين مسلمي الأندلس.

أرسل الملكان الإسبانيان وفداً إلى مصر في عام ١٥٠١ م يتزعمه رئيس كاتدرائية غرناطة، والذي استطاع أن يغرر بسلطان مصر ويوحي له بأن الموريسكيين في حالة جيدة، ومعاملتهم حسنة، وأن لهم الحقوق والواجبات التي يتمتع بها الإسبان.

ولم يتابع سلطان مصر الأمر لأنه كان مشغولاً بحركات السلطان سليم الأول، وذهب قانصوه الغوري ضحية لهجوم سليم الأول على بلاد الشام في معركة مرج دابق عام ١٥١٦ م (٥٦).


(٥٤) علي محمد حمودة، تاريخ الأندلس السياسي، ص ٣٠٢ - عنان، نهاية الأندلس، ص ٣٢٤ - عنان، " تستور بلد الموريسكيين " مجلة العربي، العدد ١٥٦، ص ١٣٨.
(٥٥) انظر القصيدة، المقري، أزهار الرياض، ج ١، ص ١٠٩ - ١١٥.
(٥٦) حتاملة، التنصير القسري، ص ٩٩ - ١٠٠.

<<  <   >  >>