للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قصورهم وأحاطوهم بالرعاية، ومالوا إلى دراسة مختلف العلوم بما فيه الفلسفة، وبذلك امتاز عصرهم بسعة الأفق وحرية الفكر (٢١٧).

ومن الملاحظ في هذا العصر أن الحركة الأدبية في الأندلس وبخاصة الشعر والنثر قد تقدمت على العلوم الأخرى، ومما دفعها في هذا المجال النكبات التي لحقت بأهل الأندلس، خلال العصر الموحدي، وعصر الانهيار الذي أدى إلى قيام مملكة غرناطة، فعبرت النفوس الملتاعة بالمراثي البليغة، من الشعر والنثر، ما يدمي القلوب ويحرق النفوس (٢١٨).

في أيام الموحدين انكمش سلطان الفقهاء لابتعاد ولاة الأمر عن علم الفروع واهتمامهم بظاهر النصوص من قرآن وحديث نبوي، فنمت بدلهم طبقة من الصالحين الأتقياء، الذين دفعوا العلوم الدينية إلى الإمام.

ودراستنا للعلوم الدينية في الأندلس من خلال تتبع تراجم رواد هذه العلوم يمكن أن نقسم هؤلاء العلماء إلى ثلاثة أقسام:

١ - الأول:

الذين اشتهروا بعلوم القرآن والحديث والفقه: العلامة الحافظ أبو الربيع بن سالم الحميري (شهيد معركة أنيشة عام ٦٣٤ هـ) برع في الحديث والفقه، وهو أستاذ ابن الآبار (٢١٩). والأخوان عبد الله وداود أولاد حوط الله الأنصاري، توفي عبد الله عام ٦١٢ هـ، وتوفي داود عام ٦٢١ هـ، اشتهرا بعلم القراءات وعلم الحديث (٢٢٠).

ومن أشهر علماء الحديث أيضاً عبد الله بن الحسن الأنصاري ويعرف بابن القرطبي (توفي عام ٦١١ هـ) (٢٢١). ومن أعظم فقهاء هذا العصر محمد بن عبد الله بن الجد الفهري، الذي اشتهر بدراسة الفقه والحديث (توفي عام ٥٨٦ هـ) (٢٢٢). أما ابن موجوال فاشتهر بدراسة القراءات والحديث، إلى جانب اشتهاره بالورع والزهد توفي عام ٥٦٦ هـ (٢٢٣). وغيرهم كثير.


(٢١٧) السعيد، الشعر في عهد المرابطين والموحدين، ص ٦٤ - ٦٥.
(٢١٨) عنان، عصر الموحدين، ق ٢، ص ٦٤٩.
(٢١٩) ابن الآبار، التكملة، ترجمة (رقم ١٩٩١).
(٢٢٠) أيضاً، ترجمة رقم (٢٠٩٩) - ابن الخطيب، الإحاطة، ج ١، ص ٥٠٣.
(٢٢١) أيضاً، ترجمة، رقم (٢٠٩٧).
(٢٢٢) ابن الآبار، التكملة (رقم ١٤٩٦).
(٢٢٣) أيضاً، ترجمة (رقم ٢٠٥٠).

<<  <   >  >>