للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي فترة الحجابة ٣٦٦ - ٣٩٩ هـ قلت أهمية الوزير، مما فرض عليه من الخضوع للحاجب وتقبيل يديه، وبذلك ضعفت شخصية الوزير، ومما يدل على ذلك أن زيري ابن عطية زعيم قبيلة مغراوة الزناتية في المغرب احتقر لقب وزير الذي أنعم عليه به الحاجب المنصور، بعد مساعدته في إخماد حركة الحسن بن كنون (٥٤).

ولما سقطت الخلافة الأندلسية وقام عصر الطوائف. انحطت مرتبة الوزير وصار هذا المنصب يمنح للطبقة الوسطى من الموظفين والكتاب وشيوخ القرى. كذلك زاد استعمال الألقاب التشريفية المزدوجة مثل: ذو الوزارتين وذو الرياستين، وذو المجدين وذو السيادتين (٥٥). ولكن مع هذا وجد وزراء مشهورون في هذه الفترة أمثال أبي بكر بن عمار وزير المعتمد بن عباد، والوزير ابن الحضرمي وزير المتوكل بن الأفطس صاحب بطليوس، والوزير ابن الحديدي وزير المأمون بن ذنون صاحب طليطلة. وغيرهم كثير (٥٦).

وأصبحت الأندلس ولاية مرابطية، واحتل الوزير في عهدهم مكاناً مرموقاً، وكان الشخص المقرب من السلطان، وكان يستشيره في كل الأمور (٥٧). ووجد في دولة المرابطين نوعان من الوزراء:

١ - وزراء عسكريون، وهم من قرابة السلطان، ومن قبائل لمتونة وصنهاجة.

٢ - وزراء كتاب وهم من الفقهاء.

ومن الوزراء الأندلسيين الذين اعتمد عليهم السلطان المرابطي علي بن يوسف، الوزير الفقيه مالك بن وهيب الإشبيلي، وهو الذي أشار على هذا السلطان بقتل محمد ابن تومرت لما استفحل أمره (٥٨). واشتهر كذلك الوزير أبو بكر بن باجة العالم المشهور (٥٩).

وفي عهد الموحدين، اعتمدوا نظام الوزارة بجانب مشيخة الموحدين وعرفوا بإسم


(٥٤) السلاوي، الاستقصاء، ج ١، ص ٢١١ - العبادي، في التاريخ العباسي والأندلسي، ص ٤٤٨.
(٥٥) العبادي، دراسات، ص ١٥١.
(٥٦) ينظر، عنان، دول الطوائف، ص ٦٦، ص ٨٩، ص ٩٨.
(٥٧) حسن أحمد محمود، قيام دولة المرابطين، ص ٣٦٢ - العبادي، دراسات، ص ١٥١.
(٥٨) المراكشي، المعجب، ص ٢٥٢ - ٢٥٣.
(٥٩) السامرائي، علاقات، ص ٤١٧.

<<  <   >  >>