للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونرى من خلال تراجم أصحاب الشرطة في عصر الحكم المستنصر والحاجب المنصور، أن صاحب الشرطة قام بأكثر من عمل إداري ودبلوماسي وعمراني وعسكري إلى جانب عمله الرئيسي (١٣٣)، وذكرت بعض المصادر التاريخية (١٣٤)، بتلقب ابن حيان المؤرخ بصاحب الشرطة، ويبدو أن هذا اللقب كان لقباً فخرياً أو تشريفياً ليس إلا (١٣٥).

وفي عهد الفتنة ٣٩٩ - ٤٢٢ هـ، تعرض صاحب الشرطة للعزل والقتل نظراً لتعاقب الخلفاء في هذه الفترة، والذي كان كل خليفة جديد يعمل على تعيين صاحب شرطة من رجاله وعزل السابق وربما يقتله، حيث صلب الخليفة محمد بن هشام حاكم المدينة عبد الله بن عمر عندما سيطر على قرطبة عام ٣٩٩ هـ (١٣٦). وفي أيام الخليفة محمد المهدي تولى الفقيه أحمد بن عبد الرحمن بن غالب بن حزم الحكم بالجانب الغربي من قرطبة (١٣٧). ولعل هذه الرواية تدل على أن خلفاء الفتنة ربما قسموا قرطبة إلى مناطق وعينوا على كل منطقة منها صاحب شرطة، أو أن كثرة الحوادث في الجانب الغربي كانت مدعاة لهذا التعيين، أو ربما لأن الجانب الغربي هو الذي تقع فيه بيوت الأغنياء فهي بحاجة إلى حماية (١٣٨).

وذكر لنا ابن بشكوال في ترجمته لمحمد بن قاسم بن محمد الأموي (الجالطي) أنه تقلد أحكام الشرطة للخليفة هشام بن الحكم، وكان محموداً في عمله، وقتله البربر يوم دخولهم قرطبة عام ٤٠٣ هـ (١٣٩)، وكذلك قتلوا صاحب الشرطة الآخر العالم عبد الله بن حسين (ابن الغربالي) (١٤٠).

وممن ولي الشرطة في عهد الفتنة وذكرهم ابن بشكوال دون أن نستطيع تحديد وقت عملهم في هذه الخطة: محمد بن يونس (توفي عام ٤١٨ هـ) (١٤١)، ومحمد بن


(١٣٣) خلاف، " صاحب الشرطة "، ص ٧٢.
(١٣٤) ابن خير، الفهرسة، ص ٣٢٦ - المقري، نفح، ج ٢، ص ١٠٢.
(١٣٥) ابن حيان، المقتبس، ج ٢، مقدمة المحقق، ص ٤٤.
(١٣٦) ابن عذاري، ج ٣، ص ٥٤ - ٥٥.
(١٣٧) ابن بشكوال، الصلة ترجمة رقم ٨٦.
(١٣٨) خلاف، " صاحب الشرطة "، ص ٧٤ - مجلة أوراق، ص ٧٧.
(١٣٩) الصلة - ترجمة، رقم ١٠٦٠.
(١٤٠) ابن الآبار، التكملة، ترجمة رقم ١٢٧٧.
(١٤١) الصلة، ترجمة رقم ١١٠٩.

<<  <   >  >>