للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البحر هذه المرة، لأن الفرنسيين سيطروا على مدينة ماجلون التي تعتبر مرسى أميناً للسفن الإسلامية القادمة من إسبانيا (٢٧٤)، وبعدها سقطت أربونة بيد الفرنسيين عام ١٤١ هـ، كما هو معروف.

وفي عصر الإمارة، ١٣٨ - ٣١٦ هـ، اهتم الداخل بثغر الجزيرة الخضراء وعهد إدارتها إلى الرماحس بن عبد الرحمن (والي شرطة مروان بن محمد)، واشتهر أفراد هذا البيت بقيادة الأسطول الأندلسي على عهد الأمويين (٢٧٥). كما اعتمد الأمويون بالأندلس على اليمنيين القضاعيين في الأمور البحرية في باديء الأمر، وأنزلوهم في المناطق الساحلية الشرقية وعهدوا إليهم حراسة ما يليهم من البحر وحفظ السواحل، وقد سمي هذا الإقليم بـ (أرش اليمن أي أعطيتهم من الأرض) وكانت بجانة أهم قاعدة لهم في هذا الإقليم (٢٧٦)، ولذا لقب أهلها بالبحريين (٢٧٧). وكان بيت بني الأسود من البيوت البحرية المشهورة في مدينة بجانة، وقد ظهر اسم خشخاش ووالده سعيد بن أسود ضمن قادة الأساطيل التي قاتلت النورمان في عهد الأمير محمد الأول، وسوف نذكرهم فيما بعد. وازداد النشاط البحري في عهد الأمير هشام الأول (١٧٢ - ١٨٠ هـ) على الساحل الشرقي للأندلس، وكان قوام هذا النشاط حملات بحرية قام بها جماعات من البحارة والمجاهدين، هاجموا فيها بعض الثغور والجزر القريبة (٢٧٨). وقد زاد هذا النشاط أيضاً في عهد الأمير الحكم (١٨٠ - ٢٠٦ هـ) حيث ذكرت بعض الروايات؛ بأن الحكم الأول وجه حملتين إلى الجزائر الشرقية عام ١٨٢ هـ وعام ٢٠٠ هـ (٢٧٩)، مع نشاط بحري.

هاجم جزر كورسيكا وسردينية وإيطاليا في عام ١٩٠ هـ، وعام ١٩١ هـ، وعام ١٩٣ هـ (٢٨٠). وفي عام ٢٠٥ هـ خرج أسطول أندلسي من ثغر طركونة وسار صوب جزيرة سردينية، فتصدى له أسطول فرنسي، فتغلب عليه الأسطول الأندلسي وأغرق ثمانية مراكب منه وأحرقوا مراكب أخرى (٢٨١). ولما فتح الأغالبة جزيرة صقلية عام


(٢٧٤) طرخان، المسلمون في أوروبا، ص ١٦٣.
(٢٧٥) العذري، نصوص عن الأندلس، ص ٨١.
(٢٧٦) الحميري، الروض المعطار، ص ٣٧ - ٣٨ - العبادي، دراسات، ص ٢٤٨.
(٢٧٧) العذري، نصوص، ص ٨٦.
(٢٧٨) عنان، دولة الإسلام، ج ١، ص ٢٦٦ - السامرائي، " الجزائر الشرقية "، ص ١٥٧.
(٢٧٩) طرخان، المسلمون في أوروبا، ص ١٠٣.
(٢٨٠) محمود إسماعيل، الأغالبة سياستهم الخارجية، ص ١٥٤ - ١٥٥ - العدوي، الأساطيل العربية، ص ٧٦.
(٢٨١) رينو، غزوات، ص ١٩٠ - ١٩١.

<<  <   >  >>