للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والوندال الذين اضطروا إلى العبور إلى شمال افريقية في عام ٤٢٩ م (٧). ثم تمكن القوط أخيراً من السيطرة على إسبانيا والتغلب على مملكة السويفي التي كانت ما تزال موجودة في الشمال الغربي من البلاد، وذلك في عهد الملك ليوفيخلد Leovigild (٥٦٨ - ٥٨٦ م) (٨).

مملكة القوط الغربيين فى إسبانيا:

كانت مملكة القوط الغربيين هي الأخيرة في سلسلة ممالك البرابرة التي خلفت الإمبراطورية الرومانية، وذلك بعد أن انتهت هذه الأخيرة ككيان سياسي، واختفت من مسرح التاريخ. ولقد تمت عملية استيطان القوط الغربيين في إسبانيا في أواخر القرن الخامس وأوائل القرن السادس للميلاد. وكانوا يمثلون أقلية صغيرة فقط ضمن السكان الأصليين. ولا تتوفر معلومات إحصائية عنهم في هذا العصر، ومع هذا، فقد قدّر أحد المؤرخين المحدثين، أن نحواً من مئتي ألف إلى أربعمئة ألف من القوط استوطنوا بين كل ستة إلى تسعة ملايين من السكان الاسبان - الرومان Hispano-Romans (٩) . ولقد استوطن القوط في مناطق الأرياف والمدن على حد سواء. ولكن حتى في المدن، كان السكان الاسبان - الرومان يتغلبون عليهم بنسبة ثلاثة إلى واحد، ومما لا شك فيه، أن الفرق في النسبة كان أكبر في مناطق الأرياف (١٠).

نظام الحكم القوطي:

كان نظام الحكم القوطي ملكياً قائماً على مبدأ الانتخاب، حيث ينتخب الملك من قبل النبلاء ورجال الدين. وقد حاول العديد من الملوك أن يقيموا نظاماً ملكياً ثابتاً يعتمد على نظام الوراثة، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل. وكان يفترض بالملك أن يكون من أصل قوطي نبيل ويتمتع بأخلاق حسنة، ويختار من بين النبلاء، ولكن العادة جرت أن يتولى العرش أقوى هؤلاء بحد السيف. وكان الملك هو الرئيس الأعلى للجيش،


(٧) Ibid., pp. ٣٤-٣٥; H. V. Livermore, The Origins of Spain and Portugal, London, ١٩٧١,
pp. ٨٦-٨٨.
(٨) Isidoro, op. cit., pp. ٣٩-٤٢; Livermore, op. cit., p. ٩٢.
(٩) O' Callaghan, op. cit., pp. ٣٧, ٧٠-٧١.
(١٠) R. Shaw, "The fall of the Visgothic power in Spain", The English Historical Review,
XXI, ١٩٠٦, p. ٢١١.

<<  <   >  >>