للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن جهة أخرى كانت هذه العشائر اليمنية تكثر في جند فلسطين، حيث استقر العديد من أفرادها، لا سيما عشائر لخم وجذام، في منطقة شذونة والجزيرة الخضراء (٩٥). ومن مشاهير جذام على سبيل المثال، ثوابة بن سلامة الجذامي، الذي أصبح أحد ولاة الأندلس (٩٦). وتشكل القبائل اليمنية أيضاً غالبية جند الأردن الذين استقروا في رية (أي محافظة المرية الحالية). ومن هؤلاء أيضاً مجموعات من لخم، وجذام، وعاملة، ومذحج، ورعين (٩٧). وبرز من عاملة، ثعلبة بن سلامة العاملي، الذي تولى قيادة الشاميين، وولاية الأندلس بعد وفاة بلج بن بشر القشيري سنة ١٢٤ هـ/ ٧٤١ م (٩٨).

وكان معظم جند باجة يتألف من القبائل العربية التي كانت تسكن في مصر، ورافقت الشاميين إلى شمال أفريقيا، ومن ثم إلى الأندلس. وتعد عشيرتا يحصب ومعافر من أهم عشائر هذا الجند (٩٩). ومن رجال يحصب البارزين، العلاء بن مغيث اليحصبي، الذي سيكون له شأن كبير في عهد عبد الرحمن الداخل (١٠٠). وبرز من معافر أيضاً عميد أسرتهم عمرو بن شراحيل المعافري، الذي استقر في باجة، ثم انتقل إلى قرطبة، بعد أن عينه عبد الرحمن الداخل قاضياً على هذه المدينة (١٠١).

أما المجموعة الأخرى من جند مصر، فقد استقرت في تدمير، أي في محافظة مرسية الحالية، وإن أشهر عشائر هذا الجند غسان، ومنهم بنو الشيخ الذين استقروا في الشن Elche وما حولها (١٠٢). وكذلك بنو خطاب التدمريون الذين ينتمون إلى الأزد. وكان جدهم الأعلى عبد الجبار بن خطاب بن نذير قد سكن أولاً في قرطبة، قرب بوابة عُرفت باسمه، باب عبد الجبار، ولكنه انتقل إثر تنظيمات أبي الخطار إلى تدمير في


(٩٥) جمهرة الأنساب، ص ٤٢١.
(٩٦) أخبار مجموعة، ص ٥٧؛ فتح الأندلس، ص ٣٨؛ ابن عذاري: ٢/ ٣٥.
(٩٧) انظر عن هؤلاء: عبد الواحد طه، المرجع السابق، ص ٢٦٤ - ٢٦٥.
(٩٨) ابن القوطية؛ ص ١٤، ١٧؛ جمهرة الأنساب، ص ٤١٩؛ أخبار مجموعة، ص ٣٠، ٤٤، ٤٥ - ٤٦.
(٩٩) لمزيد من التفصيلات عن جند باجة، انظر: عبد الواحد طه، المرجع السابق، ص ٢٦٧.
(١٠٠) ابن القوطية، ص ٣١ - ٣٣؛ أخبار مجموعة، ص ١٠٢ - ١٠٣.
(١٠١) الخشني، قضاة قرطبة، ص ٣٩، ابن الفرضي، ق ١، ص ٣١٨.
(١٠٢) جمهرة الأنساب، ص ٢٤٠؛ المقتبس، نشر: انطونيا، ص ٢١ - ٢٢، العذري، ص ١٣ - ١٤، ١٤٢، ابن عذاري: ٢/ ١٩٧.

<<  <   >  >>