للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخامس: أنه وصفهم بكونهم أولى العلم، وهذا يدل على اختصاصهم به، وأنهم أهله وأصحابه.

السادس: أنه سبحانه استشهد بنفسه، وهو أَجَلُّ شاهد، ثم بخيار خلقه، وهم ملائكته، والعلماء من عباده، ويكفيهم بهذا فضلًا وشرفًا.

السابع: أنه استشهد بهم على أَجَلِّ مشهود به، وأعظمه، وأكبره، وهو شهادة أن لا إله إلا الله، والعظيم القدر إنما يستشهد على الأمر العظيم أكابر الخلق وساداتهم.

الثامن: أنه سبحانه جعل شهادتهم حجةً على المنكِرين، فهم بمنزلة أدلته، وآياته، وبراهينه الدالة على توحيده.

التاسع: أنه سبحانه أفرد الفعل المتضمن لهذه الشهادة الصادرة منه، ومن ملائكته، ومنهم، ولم يعطف شهادتهم بفعل آخر غير شهادته، وهذا يدل على شدة ارتباط شهادتهم بشهادته.

العاشر: أنه سبحانه جعلهم مؤدين لحقه عند عباده بهذه الشهادة، فإذا أدوها فقد أدوا الحق المشهود به، فثبت الحق المشهود به، فوجب على الخلق الإقرار به، وكان ذلك غاية سعادتهم في معاشهم ومعادهم، وكل من ناله الهدى بشهادتهم، وأقر بهذا الحق بسبب شهادتهم، فلهم من الأجر مثل أجره، وهذا فضل عظيم لا يدرى قدره إلا الله (١).


(١) مفتاح دار السعادة لابن القيم - بتصرف - (١/ ٤٨).

<<  <   >  >>