للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- الأدب مع العلماء؛ لعظم فضلهم وقدرهم ومكانتهم:

ففضل العلماء فضل لا يُبارَى، وبحر لا يُجارَى؛ إذ هم ورثة الأنبياء، وحملة اللواء، عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسولُ اللَّهِ " فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم، ثمَّ قالَ : إنَّ اللَّهَ، وملائِكتَهُ، وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ، حتى النَّملةَ في جُحرِها، وحتى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ" (١).

لكن لا يعرف هذا الفضل ويقدره إلا أهله، وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل؛ لذا ما عرف فضلهم وقدرهم حق المعرفة إلا أهل العلم أمثالهم:

قال شعبة بن الحجاج:

كنت إذا سمعت الحديث من الرجل كنت له عبدًا ما حَيِيَ (٢).


(١) أخرجه: الترمذي (٢٦٨٥)، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي.
(٢) الجامع لأخلاق الراوي للخطيب البغدادي (١/ ١٩١)، تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة (ص ٩٩٩) ط دار البشائر. قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي: " وينبغي للمتعلم أن يحسن الأدب مع معلمه، ويحمد الله إذ يسر له من يعلمه من جهله، ويحييه من موته، ويوقظه من سِنَتِه، وينتهز الفرصة كل وقت في الأخذ عنه، ويكثر الدعاء له حاضرًا وغائبًا. (الفتاوي السعدية).
شعبة = هو أمير المؤمنين في الحديث وإمام الجرح والتعديل أبو بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد مولاهم. قال ابن معين: شعبة إمام المتقين، توفي سنة ١٦٠ هـ.

<<  <   >  >>