للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحصل للمؤمن والكافر، والعلم لا يحصل إلا للمؤمن خاصة، السادس: جميع الناس يحتاجون إلى صاحب العلم في أمر دينهم، ولا يحتاجون إلى صاحب المال، السابع: العلم يقوي الرجل على المرور على الصراط، والمال يمنعه) (١). انتهى.

رابعاً: وأما القول بأحقية فاطمة عليه السلام في ميراث والدها استدلالاً بقوله تعالى:

{يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (٦)} [مريم: ٦].

وقوله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} [النمل: ١٦]، فهذا الإستدلال مقطوع عن سياق الآية، وهو في غير محله لأن الوراثة في هاتين الآيتين وراثة نبوة وعلم وحكمة، وليست وراثة المال، ويتضح ذلك من خلال المناقشة التالية:

المبحث الأول: قوله تعالى: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} [مريم: ٦].

وردت هذه الآية في سياق دعاء نبي الله زكريا - عليه السلام - ربه بأن يهبه ولداً رغم كبر سنه وعقم زوجته، وذلك بعد ما رأى من علامات التقوى والصلاح من مريم عليه السلام فكان ذلك حافزاً له لأن يدعوا الله تبارك وتعالى أن يرزقه الذرية الطيبة الصالحة، فتوجه بهذا الدعاء إلى الله قال تعالى: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (٣٨)} [آل عمران: ٣٨]، وعلل رغبته هذه بالقول كما قال الله عنه {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} فكل هذا السياق يدل على أن بغية زكريا - عليه السلام - أن يرزقه الله ابناً صالحاً يرث علمه ونبوته.

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: أي: عبدا صالحا ترضاه وتحببه إلى عبادك، والحاصل


(١) بحار الأنوار: (١/ ١٨٥).

<<  <   >  >>