للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الثالث: ثناء الثقلين على المهاجرين والأنصار - رضي الله عنهم -:

فضّل الله سبحانه وتعالى المهاجرين والأنصار على سائر الصحابة - رضي الله عنهم -، وذلك لسبقهم في الاستجابة لدعوة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - للإسلام، ودخولهم فيها، وتحملهم الأذى لأجلها.

وفضّل الله المهاجرين على الأنصار؛ لأن المهاجرين جمعوا بين الهجرة والنصرة، وقد تركوا أهلهم وأموالهم وأوطانهم، وخرجوا إلى أرض هم فيها غرباء طالبين فقط الأجر ونصرة الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -.

وأما الأنصار فقد أتاهم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في بلادهم، فنصروه وقسموا أموالهم ونساءهم نصرة لله ولرسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -.

وقد شهد الثقلان (كتاب الله وعترة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -) على فضلهم والرضا عنهم، وتتابعت واستفاضت الآيات الكريمة الموضحة لحال الصحابة، المبينة لفضلهم الكبير ورضا رب العالمين عنهم، وتنوعت عبارات الأئمة من أهل البيت - عليهم السلام - المفسرة للآيات الواردة في هذا.

ثناء القرآن الكريم على المهاجرين والأنصار:

قال تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (٨) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩)} [الحشر: ٨ - ٩].

<<  <   >  >>