المطلب الأول: ثناء الثقلين على أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -:
إن المسلم العاقل الذي يقرأ القرآن الكريم، ويتمعن في آياته، يجد إن الآيات القرآنية الكريمة قد استفاضت في ذكر فضائل ومناقب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وكيف اختارهم الله واصطفاهم وعدلهم وزكاهم ووصفهم بأوصاف القبول والرضا.
الثناء على الصحابة - رضي الله عنهم - في كتاب الله:
يخبر تعالى عن رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه من المهاجرين والأنصار، أنهم بأكمل الصفات، وأجل الأحوال، وأنهم {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} أي: جادون ومجتهدون في عداوتهم، وساعون في ذلك بغاية جهدهم، فلم يروا منهم إلا الغلظة والشدة، فلذلك ذل أعداؤهم لهم، وانكسروا، وقهرهم المسلمون، {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} أي: متحابون متراحمون متعاطفون، كالجسد الواحد، يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه، هذه معاملتهم مع الخلق، وأما معاملتهم مع الخالق فإنك {تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا} أي: وصفهم كثرة الصلاة، التي أجل أركانها الركوع والسجود. {يَبْتَغُونَ} بتلك العبادة {فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} أي: هذا مقصودهم بلوغ رضا ربهم، والوصول إلى ثوابه. {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} أي: قد أثرت