نقدم لك - أيها القارئ الكريم - ونضع بين يديك مجموعة من التساؤلات والاستفسارات نسمعها وتسمعها من حين لآخر يضعها الغلاة وأهل الشبه، ممن يريدون أن يقذفوا بأحقادهم، وينفثوا بسمومهم في عقول المسلمين، ليستبيحوا الطعن في من صحبوا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين رضي الله عنهم في صريح الكتاب، الذين أفنوا زهرة شبابهم في سبيل الله، حبا لله ورسوله وجهاداً في سبيله وبادلهم الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - هذا الحب وتوفاه الله وهو عنهم راضٍ.
هل يعقل أنهم بعد كل هذه التضحيات، يحبطون ثوا ب جهادهم وحجهم وعبادتهم مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من أجل البيعة لأبي بكر ولو كان مصيرهم بعد ذلك خلود في النار!
إن مثل هذا الأمر لا يصدر من مسلم تربى في مدرسة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، والذين يبثون هذه الروايات المكذوبة يريدون من ورائها أن يقطعوا الصلة بين المسلمين وذلك الجيل المشرق الذي صحب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الله ويجهل هؤلاء أن طعنهم لا يضر تلك الجبال الراسية
كناطح صخرة يوماً ليوهنها... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
وما ستقع عليه عيناك هي مجموعة من هذه الشّبه التي يتعلق بها هؤلاء الذين غفلوا عن حقائق تاريخنا الإسلامي المشرق تجاه من سبقنا في اتباع منهج النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وقد جعلت هذه الشّبهات على شكل أسئلة يلحق كل سؤال الجواب عليه ليستبين الحق بإذن الله تعالى.