يجب على كل مسلم أن يعتقد علو مكانة أصحاب النبي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، وأنهم أفضل الأمم وأن خير قرون الإسلام قرنهم، وذلك لسبقهم للإسلام، وشرف اختصاصهم بصحبة خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، والجهاد معه، وتحمل الشريعة عنه، وتبليغها لمن بعده.
وأن يعتقد المسلم كذلك أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ليسوا على درجة واحدة في الفضل والمرتبة، بل تتفاوت مرتبتهم في الفضل بحسب سبقهم إلى الإسلام والجهاد والهجرة وبحسب ما قاموا به - رضي الله عنهم - من أعمال تجاه نبيهم ودينهم، والله سبحانه وتعالى هو الذي ينزل الناس منازلهم، وهذا التفضيل كتفضيل بعض الرسل على بعض مع عدم التفريق بينهم وعدم الانتقاص من أي منهم.
فالمسلمون يقدمون المهاجرين على الأنصار، ويقدمون أهل بدر على أهل بيعة الرضوان ويقدمون من أسلم قبل الفتح وقاتل على غيرهم، وفق ما جاء ذكره وتفصيله عن الثقلين (كتاب الله والعترة الطاهرة - عليهم السلام -)، وقد شهد الثقلان على عدالة الصحابة من بعد رضا الله عنهم، واستفاضت الروايات الدالة على الثناء عليهم؛ لجميل أفعالهم وكريم أقوالهم.
وذكر هذا الثناء وبيان من حازه هو محور البيان في هذا البحث، وفق المطالب الآتية:
المطلب الأول: ثناء الثقلين (القرآن والعترة - عليهم السلام -) على أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -.
المطلب الثاني: ثناء الثقلين على الخلفاء الثلاثة - رضي الله عنهم -.
المطلب الثالث: ثناء الثقلين على المهاجرين والأنصار - رضي الله عنهم -.
المطلب الرابع: ثناء الثقلين على أهل بدر - رضي الله عنهم -.
المطلب الخامس: ثناء الثقلين على من أنفق وقاتل قبل الفتح وبعده - رضي الله عنهم -.