للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث السادس

الأسماء والمصاهرات بين الصحابة وأهل البيت - عليهم السلام -

لم يستطع بعض الجهلة إخفاء الحقائق التاريخية الدالة على ما كان بين الصحابة وأهل البيت - عليهم السلام - من محبة ومودة فيما بينهم، ومن مظاهر ذلك تسمية بعضهم بأسماء بعض، أو ما وقع بينهم من مصاهرات.

فهؤلاء الأطهار لم يسموا أو يزوجوا أولادهم لمصالح دنيوية، أو لإدراك مناصب فانية أو طمعاً في كثرة مال وعَرَض، لكنهم إنما سموا أولادهم بأسماء من يُقتدى بحالهم، وزوَّجوا بناتهم أناساً فيهم صفات طيبة مباركة حرصوا على نيلها مثل سلامة الدين وصفاء القلوب وهذا الحرص كان نابعا من اتباعهم منهج سيد البشر المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - وكانوا يفتون به لشيعتهم المخلصين.

فعن إبراهيم بن محمد الهمداني قال: (كتبت إلى أبي جعفر؛ في التزويج، فأتاني كتابه بخطه، قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (٧٣)} [الأنفال: ٧٣] (١).

وفي فقه الإمام الرضا - عليه السلام -: (إن خطب إليك رجل رضيتم في دينه وخلقه فزوجوه ولا يمنعك فقره وفاقته، قال تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ} [النساء: ١٣٠]) (٢).

وعن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: (إن الله عز وجل لم يترك شيئاً مما يحتاج إليه إلا علمه... نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - فكان من تعليمه إياه أنه صعد المنبر ذات يوم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها


(١) الكافي: (٥/ ٣٤٧)، تهذيب الأحكام: (٧/ ٣٩٦)، وسائل الشيعة: (٢٠/ ٧٧).
(٢) فقه الرضا: (ص: ٢٣٥)، مستدرك الوسائل: (١٤/ ١٨٨)، بحار الأنوار: (١٠٠/ ٣٧٢).

<<  <   >  >>