للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن كثير:

{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ} أي: مضت {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ} أي: إن السلف الماضين من آبَائِكُمْ من الأنبياء والصالحين لا ينفعكم انتسابكم إليهم إذا لم تفعلوا خيراً يعود نفعهُ عليكم، فإن لهم أعمالهم التي عملوها ولكم أعمالكم: {وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (١)

وقال محمد جواد مغنية:

هذه الآية تشير إلى مبدأ عام، وهو أن نتائج الأعمال وآثارها تعود غداً على العامل وحده، لا ينتفع بها من ينتسب إليه إن تكن خيراً، كما لا يتضرر بها غيره إن تكن شراً، وقرر الإسلام هذا المبدأ بأساليب شتى، منها الآية (١٦٤) من سورة الأنعام: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، ومنها الآية (٣٩) من سورة النجم: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (٣٩)} ... ومنها قول الرسول الأعظم - صلى الله عليه وآله وسلم - لوحيدته فاطمة (٢): (يا فاطمة، اعملي ولا تقولي: إني ابنة محمد فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً) وأمثال ذلك، والتبسط في هذا الموضوع إن دل على شيء فإنما يدل على أننا حتى اليوم نجهل أوضح الواضحات، وأظهر البديهيات (٣).

وإذا أردت أن ترى المنهج الواقعي في حياة أهل بيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في إظهار محبة الصحابة والترابط الذي كان بينهم فاقرأ ما يأتي.


(١) تفسير القرآن العظيم: (١/ ٢٣٠).
(٢) الثابت ثبوتا قطعيا أنها ليست وحيدته فمعها أم كلثوم، ورقية، وزينب وإن كانت الزهراء أفضلهن.
(٣) تفسير الكاشف: (سورة البقرة آية: ١٣٤).

<<  <   >  >>